أوضح الدكتور محمد هيصم جراح المخ والأعصاب، أن وفاة التوأمين ملتصقي الرأس بالعاصمة صنعاء مؤخراً لم يكن نتيجة لفشل في العملية كما تناولته وسائل الإعلام. وقال الدكتور هيصم ل«الخبر» وهو الجراح الذي أجرى عملية الفصل بين التوأمين : «كنت تقدمت بطلب وأبديت استعدادي لعملية الفصل وهم أحياء على أن يوفروا لي كافة الشروط الملائمة لمثل هذه الحالة من وسائل إنعاش وكادر متخصص لرعاية التوأم بعد الفصل ، ولم أطلب أي إمكانيات اخرى استخدمها في تلك العملية غير تلك المتوفرة في غرفة عمليات مستشفى الثورة». وأضاف : «وكانوا قد أبدو الاستعداد وفعلا لاقيت تجاوباً وكان أحد التوأمين يعاني من مشاكل في الكلى وعملها ، وبينما نحن منتظرون لإبلاغنا بالموعد تفاجأت باتصال من الطاقم المناوب تلك الليلة في قسم الاعصاب يخبرني بأن أحد التوأمين قد توفي وما زال ملتصق بأخيه الذي لا يزال حيا فأخبرتهم بأني في طريقي لعمل الفصل الاضطراري ، وبذل الزملاء جهود حثيثة لساعات حتى اقتنع ووافق فريق التخدير القيام بعمله». وتابع قائلاً : «ظل الطفل الحي ملتصقاً بأخيه المتوفي لمدة لا تقل عن خمس ساعات وهذا كما هو معلوم له عواقب على حياة التوأم الحي، وتمكنت وبمساعدة الفريق المناوب من فصل التوأم الحي بكامل صحته، وبقي حياً في قسم الانعاش للأطفال لمدة يومين». وأكد هيصم أن العملية كانت سلسلة وأجريت بكل جدارة وكفاءة وبعدها بقي دور الانعاش ليؤدي دوره لإنقاذ مثل هذه الحالات ، منوها إلى أنه تم إبلاغه بحالة الوفاة بعد يومين من إجراء العملية. واستنكر ما تم تناقله بخصوص فشل العملية واعتبر ذلك عار عن الصحة. وأوضح الدكتور هيصم أن الأطباء من أبناء الوطن اليمني يمتلكون كفاءات عالية ولديهم من المهارات والقدرات ما يجعلهم يخوضون غمار المنافسة أمام أكبر الأطباء في مختلف الدول .. لافتا إلى أنه في حال تم العثور على مثل هكذا حالات فإنه مستعد لإجراء عمليات في هذا المجال بكل كفاءة واقتدار. وقال : «لماذا يذهب الناس إلى الخارج لاستجداء الأطباء بإجراء مثل تلك العمليات، وفي بلدهم الغالي متوفر ذلك دون أن نحتاج إلى الاستجداء» ، مؤكداً قدرته وتمكنه أيضا من إجراء عمليات للحالات النادرة في جراحة المخ والأعصاب والتي تجرى في الخارج. موقع «الخبر» من جهته يشيد بقدرات الدكتور محمد الهيصم، ويؤكد مبدأه الثابت في تشجيع كل الكوادر والكفاءات الوطنية في مختلف المجالات ومنها المجال الطبي الذي يعد من أهم التخصصات التي تتطلب تقدير كل الكفاءات الوطنية المخلصة العاملة في هذا المجال بكل إخلاص رغم شحة الامكانيات المتوفرة.