افتتح ،الأربعاء، بصنعاء ملتقى النساء والشباب، تحت شعار «معاً لبناء يمن المستقبل». وفي الافتتاح الذي حضره وزيري الشؤون القانونية الدكتور محمد المخلافي، ووزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور، وعدد من سفراء الدول المانحة وممثلي المنظمات الدولية والوطنية، قال المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر: «لطالما علت أصوات النساء والشباب في اليمن فوق الجميع، وتردّدت أصداؤها في العالم، هم الشريحة الأكبر في المجتمع، وركنه الأساس، هم الذين نزلوا الساحات عام 2011، وقدّموا التضحيات، وأظهروا للمحيط الإقليمي والعالم توقهم إلى التغيير السلمي وطموحهم المشروع في بناء يمن جديد يتخلّص من إرث الماضي الثقيل، يمن يصنعونه بأيديهم، من دون الاحتكام إلى لغة السلاح، ومن دون إسقاط خارجي». وأشار إلى أن التغيير الأوليّ والجوهريّ الذي نجح في تحقيقه، هو نقل السلطة سلمياً إلى قيادة حكيمة ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ، وفتح صفحة حوار وفق خارطة طريق واضحة لم تشهد مثلها أية دولة عربية، حوار أتاح للمرة الأولى أن يكون للنساء والشباب دور فاعل، وفي مجريات الحاضر والتخطيط للمستقبل. ولفت بن عمر إلى أن الشباب والنساء أدخلا إلى اتفاق نقل السلطة الموقّع في 23 نوفمبر 2011 بالرياض، وذكرا تسع مرات على الأقل فيها.. مبينا أن الاتفاق نصّ على ضرورة مراعاة تمثيل المرأة في تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وتمثيل النساء والشباب والمجتمع المدني كمكوّنات في مؤتمر الحوار الوطني، ونصّ كذلك على تعزيز حماية المرأة وتمثيلها. وأفاد بأنه وبناءً على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، شارك النساء والشباب بفاعلية في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار، الذي انطلق في 18 مارس، حيث تمثل النساء والشباب والمجتمع المدني، وترأست نساء ثلاثة فرق عمل، وتمثلن في كل من هيئة الرئاسة ولجنة التوفيق. وأوضح أن المشاركة والتأثير على صنع القرار، مساهمة فردية وجماعية يمكن أن تتم من خلال الانخراط في العمل السلمي في الجامعات والمنظمات الأهلية والمؤسسات من أقصى اليمن إلى أدناه، وحتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء في صنعاء أو عدن أو صعدة أو حضرموت أو المهرة أو تهامة. وأكد المبعوث الأممي أن المشاركة تتطلب جهداً جدياً لا تحرّكه سوى الرغبة الحقيقية في التغيير، والطموح غير القابل للمساومة ببناء يمن يسوده القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد ، مبني على عقد اجتماعي جديد، يحفظ الحريات وحق المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات والفرص والعيش الكريم، ويعطي قيمة لكل صوت انتخابي، ويتيح التنافس النزيه على أساس الحرية وتداول السلطة. وبين أن ملتقى النساء والشباب سيكون مساحة مفتوحة مستقلة لهذه المكوّنات الحيوية في اليمن، ومنبراً حراً للتعبير عن مختلف الآراء والهواجس والتطلعات المشروعة بعيداً عن الحسابات الشخصية والسياسية والمناطقية الضيّقة .. مؤكدا أنه لن يكون في الملتقى سقفاً أو قيود. وعبر عن إدراك الأممالمتحدة في تعزيز المشاركة المجتمعية وتفعيل دور النساء والشباب والمجتمع المدني في اليمن باعتباره ركيزة أي تغيير، كما أن الطاقات الكامنة في المجتمع اليمني لا بد أن تتاح لها فرصة فعلية للتعبير وللمساهمة في العملية السياسية. ودعا بن عمر إلى استثمار طاقات الشباب والاستفادة من الملتقى لتعزيز التعاون وتبادل الاستفادة من تجارب كل طرف ، مبدياً استعداد الأممالمتحدة تقديم كلّ الدعم الممكن. وأعرب عن أمله في أن يبادر أعضاء الملتقى بالتواصل مع المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني وكذا مع أصدقائهم وزملائهم لتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية الإيجابية. وأكد على ضرورة تآزر جميع الجهود والارتقاء إلى مستوى التحديات، لإنجاح المرحلة المفصلية في تاريخ اليمن ، مبينا أن اليمن يقترب من طيّ المرحلة الثانية من العملية الانتقالية السلمية في سبتمبر، وفق الجدول الزمني للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، مرحلة يجب أن تمهّد لبلورة مخرجات حقيقية تعالج القضية الجنوبية وقضية صعدة وتحقق المصالحة الوطنية وتبني عقداً اجتماعياً جديداً. وأشار إلى أنه يبدأ اليوم العدّ العكسيّ نحو أهم الاستحقاقات وهي إعداد دستور دولة حديثة تستوعب جميع اليمنيات واليمنيين على اختلاف توجهاتهم، وتحميهم ، لافتا إلى أن مبدأيْ الحوار والمشاركة في صنع القرار لن ينتهيا مع اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني، ولا مع إقرار دستور جديد أو إجراء انتخابات، بل سيكون اختتام مؤتمر الحوار نقطة انطلاق لمسيرة جديدة من العمل التكافليّ للحفاظ على الإنجازات، وتطويرها وتحديثها. من جانبها قالت النائب الأول لمؤتمر الحوار الوطني الدكتورة أفراح الزوبة : «سنتذكر جميعاً هنا ملايين النساء اليمنيات اللواتي يقمن بدور رئيسي كشريك في التنمية، كما أن الشباب والنساء كانوا ومازالوا شركاء في بناء اليمن ، لافتة إلى أن حضور المرأة والشباب والمجتمع المدني يرفع سقف آمال الشارع بمستقبل اليمن الجديد والشراكة الفاعلة». وشددت على ضرورة تكاتف الجهود من أجل اليمن وإنجاح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .. مستعرضة المرحلة التي وصل إليها المؤتمر ، مرحلة حاسمة تتطلب جهود من نوع خاص. وأوضحت أن ملتقى النساء والشباب سيكون فرصة لتبادل الأفكار لمناقشة قضايا تهم المكونات الثلاثة المرأة ، الشباب ، المجتمع المدني، ويساعد على تعزيز دورهم ومدهم بالخبرات . فيما قدم منسق ملتقى النساء والشباب، عضو مكتب المبعوث الأممي جمال بن عمر، الصديق الأحرش عرضاً عن المشروع ، لافتا إلى أن الملتقى يأتي حرصاً من الأممالمتحدة على تعزيز مبدأ المشاركة في صنع القرار انسجاماً مع المواثيق والأعراف الدولية، واستكمالاً للمسيرة التي بدأت مع العملية الانتقالية. واعتبر، الملتقى مساحة للنساء والشباب وممثلي المجتمع المدني في اليمن للتباحث حول مختلف القضايا واستجابة لطلب الكثير من النساء والشباب بتوفير منبر حر للتعبير عن مختلف آرائهم وتطلعاتهم في مناخ هادىء وشفاف. واستعرض الأحرش الأهداف الخاصة بدعم مشاركة الشباب والنساء في مسار الانتقال الديموقراطي عبر تنمية الوعي بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من أجل المساواة والمواطنة الكاملة، وخلق مساحة للالتقاء بين مختلف الفئات من النساء والشباب وممثلي المجتمع المدني المشاركة في الحوار الوطني و من خارجه. وعن مكون الشباب بمؤتمر الحوار الوطني أشارت عضو المكون سحر غانم إلى أن اليمن يمر اليوم بأزمة حقيقية تختلط فيها الأوراق والتوجهات ، منوهة إلى أن أبناء اليمن يترقبون مجريات مؤتمر الحوار الوطني وما زال أغلبهم لا يعولون ولا يأملون إلا في دور الشباب والنساء في الوصول إلى حياة تليق بشعب الحضارة والثقافة والفكر. وأكدت أن الملتقى سيكون مقراً وملتقى لتوحيد الشباب وإسهاماتهم خلال مؤتمر الحوار الوطني وما بعده، ليساهم في خلق أنشطة تعزز من دور النساء والشباب والمجتمع المدني خلال المرحلة القادمة. وثمنت للمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر وطاقمه، الجهود التي يبذلونها منذ بداية التفاوضات والتدخلات الأممية لتعديل المبادرة الخليجية والخروج بآلية تنفيذية تضمن إشراك الشباب والنساء مروراً بضمان نسبة تمثيلهم ووصولا اليوم لدعم هذا المقر. وتطرقت إلى الدور الذي تلعبه مكونات الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني في تسيير فرق العمل والخروج بقرارات تصب في مصلحة الوطن بدون توجيه من قوى أو تحريك من فئات ذات مصالح ضيقة .. كما ثمنت جهود الأحرش عضو فريق مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن لجهوده في دعم المستقلين في مؤتمر الحوار الوطني. فيما رحبت عضو مؤتمر الحوار الوطني بفريق العدالة الانتقالية شذى الحرازي بما وصفته الفضاء المفتوح للشراكة الفاعلة بين منظمة الأممالمتحدة والمنظمات والمكونات النسائية والشبابية في اليمن. وقالت : «نسعى في المرحلة الراهنة إلى تلبية النداء الذي أطلقه الكثير من الشباب للدفع بعجلة التغيير نحو مساره المنشود باتجاه الدولة المدنية الحديثة التي لن تتحقق بدون شراكة فاعلة بين النساء والشباب الذين يرسمون مستقبل اليمن المشرق». حضر الحفل النائب الثاني لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ياسر الرعيني، وعدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني وممثلو وسائل الإعلام الدولية والمحلية.