قالت الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن نجاح الرؤساء والحكومات يقاس باحترامهم للحقوق المدنية والسياسية للمواطنين، اكثر مما يقاس بالرخاء الاقتصادي. وأكدت أن «الرخاء الاقتصادي في معظمه يأتي نتيجة لإطلاق الحريات المدنية والسياسية، وحينها يصنعه الشعب الحر العامل». وأضافت: «وعليه فإن كان الرئيس محمد مرسي قد احترم الحقوق والحريات المدنية والسياسية للمواطنين وكفلها لمعارضيه قبل مؤيديه أثناء رئاسته، فقد نجح في الاختبار الصعب». واستطردت: «ما يعلمه المراقبون أن المعارضين كانوا خلال عام من حكمه في بحبوحة من الحريات والحقوق تكاد تكون مطلقة، وحين يتم المقارنة بين حالهم وحال الاخوان وشركائهم من مؤيدي محمد مرسي اليوم فإن الفارق سيكون عظيما». وواصلت في تعليق لها على الفيسبوك «نقول ذلك بعد أن شاهدنا اعتقال المئات من مؤيديه وقادة حزبه وقتل العشرات وجرح المئات في مسيرات سلمية محتجة على الانقلاب، وتعرضت العديد من مقرات حزبه للحريق وتم إغلاق العشرات من القنوات الفضائية الرافضة للانقلاب». وقالت: أن «يحدث اليوم لمحمد مرسي ومؤيديه كل تلك الإنتهاكات بعد أن كانت الحريات مطلقة ومكفولة لمعارضيه قبل مؤيديه فإن النجاح الكبير لمحمد مرسي لا يقف عند حد، والفشل العظيم لقادة المرحلة الانتقالية الجديدة المفروضين بالقوة والقهر هو الآخر لا حدود له، هذا وفق معيار احترام الحريات والحقوق المدنية ، وهو المعيار الأهم لقياس نجاح الأنظمة». وأضافت: «لم اعتد على مدح الحكام ولا على ذم فرقاء الحياة السياسية ، منذ بدأت الخوض في الشأن العام حرصت ولا أزل بأن لا اتخذ لي موقعا بين حملة المباخر وماسحي أحذية السلاطين، لكن مرسي الآن مخفي قسريا منذ أن تم إقصاؤه بالقوة عن السلطة، وبقوة العسكر حاز منافسوه الذين فاز عليهم بالاقتراع الحر على النصيب الأوفر منها». واختتمت «لمرسي وحزبه وجماعته حق علينا إذاً أن ندافع عنهم اليوم وأن ننصفهم، مثلما كان علينا بالأمس واجب أن نوجه لهم النقد بالقصور ونتهمهم بالتقصير، حين كان مرشحهم الفائز بسباق الرئاسة في القصر الجمهوري».