أعلنت فصائل سورية بالجيش الحر مقاتلة مساء الاثنين أنها سيطرت بالكامل على مطار منّغ العسكري بحلب شمالي سوريا بعد حصار طويل، بينما تواصل القتال في اللاذقية وفي مناطق أخرى وسط اتهامات للقوات النظامية باستخدام أسلحة كيمياوية بريف دمشق. وقال الناشط أبو علي للجزيرة إن المقاتلين أسروا قائد القوات الجوية في منطقة حلب داخل المطار المحاصر منذ ثمانية أشهر، وهو برتية عقيد. وأكدت شبكة شام بدورها سيطرة مقاتلي المعارضة على المطار الذي يقع على الطريق بين مدينتي حلب السورية وغازي عنتاب التركية، وهو آخر قاعدة للقوات النظامية في ريف حلب الشمالي. وشاركت في العملية ستة فصائل، بينها لواء عاصفة الشمال، والدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة، وقالت في بيان إنها تطارد "فلول" النظام الهاربة من المطار. وكان المقاتلون يسيطرون على أجزاء واسعة من المطار قبل أن يستولوا على مبنى الإدارة الذي كانت تتحصن فيه القوات النظامية. وقالت شبكة شام إن الطيران الحربي السوري شن غارات على محيط المطار في محاولة لمنع سقوطه، لكنه لم يفلح في ذلك. وأعقب سقوط المطار غارات أوقعت قتلى وجرحى في بلدتي إعزاز والأتارب بريف حلب. وقبل ساعات من سقوطه، قال متحدث باسم لواء عاصفة الشمال للجزيرة إن اللواء نفذ بالتعاون مع جيش المهاجرين والأنصار عملية جديدة لتفجير عربة عسكرية داخل المطار، مضيفا أن الألوية المشاركة في العملية أسرت ضابطا برتبة عقيد حاول الهرب من المطار بإحدى الدبابات. وبث اللواء صورا لناقلة الجنود بعد تصفيحها وتجهيزها حيث ملئت بالمتفجرات ووجهت إلى مبنى الإدارة حيث فجرت هناك. معارك تتوسع وفي غرب البلاد، استمر القتال بعد سيطرة الجيش الحر على قرى تقطنها أغلبية من الطائفة العلوية في منطقة جبل الأكراد شمالي محافظة اللاذقية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معارك عنيفة تجري في المنطقة، مشيرا إلى مقتل 20 من الجيش الحر و32 جنديا نظاميا في يومين من الاشتباكات. وأضاف أن القوات النظامية استعادت قرية بيت الشكوحي، وهي واحدة من القرى التي سيطر عليها الجيش الحر في اليومين الماضيين، مشيرا إلى أن القوات النظامية وما يسمى جيش الدفاع الوطني الموالي لها يرسلان تعزيزات لصد هجمات مقاتلي المعارضة. من جهتها قالت وكالة الأنباء السورية إن القوات النظامية استعادت قرى تلا وبيت الشكوحي وكفرية وقتلت هناك عشرات "الإرهابيين" بينهم ليبيان وتونسيان. واندلعت اشتباكات عنيفة مساء أمس الاثنين في حي برزة شمالي دمشق عندما حاولت القوات النظامية مجددا اقتحام الحي وفقا لشبكة شام. ووقعت أيضا اشتباكات في مخيم اليرموك جنوبي المدينة، كما تجدد القتال في عدة بلدات بالغوطة الشرقية بريف دمشق بينها حرستا حسب المصدر نفسه. وحسب لجان التنسيق المحلية قتل عشرة جنود نظاميين في الاشتباكات بحرستا. وقالت وكالة الأنباء السورية من جهتها إن القوات النظامية قتلت مسلحين بعضهم سعوديون أثناء الاشتباكات الدائرة في الغوطة الشرقية، وقتلت آخرين في حيّي القابون وجوبر بدمشق. وتعرض الحيان وكذلك مخيم اليرموك وأحياء دمشق الجنوبية لقصف صاروخي ومدفعي، بينما قتل وجرح مدنيون في قصف على خان الشيح بريف دمشق الغربي، حسب شبكة شام. وقتل عشرات من الجيش الحر في محافظة الحسكة، بينما قتل مدنيون في الحول بريف حمص التي وصلتها تعزيزات من مقاتلي المعارضة. غازات سامة على صعيد آخر، قال المركز الإعلامي السوري إن القوات النظامية استهدفت أمس الاثنين منطقة في مدينة عدرا بريف دمشق بالغازات السامة. وأضاف المركز أن أكثر من 30 شخصا أصيبوا في عدرا نتيجة القصف، حيث نقلوا على الفور إلى أقرب مستشفى ميداني، وكانوا يعانون مشاكل في الجهاز التنفسي. وفي دوما بريف دمشق، قال ناشطون إن عشرات أصيبوا بعد أن استهدفهم قصف للقوات النظامية بغازات سامة، مما أدى إلى حدوث حالات اختناق شديد بين المصابين ونقلوا إثرها إلى مستشفى ميداني لتلقي العلاج. وكانت المعارضة السورية اتهمت مرارا القوات النظامية باستخدام أسلحة كيمياوية في ريف دمشق وحمص وحلب، بينما اتهمت دمشق معارضيها باستخدام تلك الأسلحة في خان العسل بحلب الربيع الماضي. وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت أمس مقتل 103 أشخاص في سوريا، في مختلف المحافظات السورية، سقط معظمهم في ادلب ودمشق وريفها، من بينهم 7 أطفال، و14 سيدة، وناشطان قتلا تحت التعذيب، فيما سقط 33 مقاتلا من الجيش الحر. وقتل في إدلب 23، فيما قتل 18 في دمشق وريفها، وقتل في درعا 12، وفي دير الزور 11، وفي اللاذقية وحمص 9، فيما قتل في حلب 11، وفي الرقة 2، وسقط قتيل واحد في حماة، وقتل 6 أشخاص غير سوريين. وأفادت تنسيقيات الثورة السورية أن التطورات على محور استربة في ريف اللاذقية، اليوم، تمثلت بمحاولة قوات النظام اعادة السيطرة على الابنية، التي تم الاستيلاء عليها من قبل مقاتلي المعارضة، إلا أنه تم التصدي لهذه الهجمات. وأضاف الناشطون أن مقاتلي المعارضة ردوا بمهاجمة مقرات الجيش النظامي في القرية، وتمكنوا من التقدم والسيطرة على هذه الابنية، معلنين تحرير كامل قرية استربة. وكان الجيش الحر في ريف اللاذقية قد أعلن أمس تمكنه من فرض سيطرته على 11 قرية ومرصد، منذ بدء العمليات الأخيرة في الريف قبل يومين، وهذه المواقع هي "كفرية، برج انباتة، برج تلا، برج بارودا، قرية انباتة، بومكة، بيت الشكوحي، الحمبوشة، جبل دورين، استرية، واوبين". وتدور اليوم اشتباكات حول قمة النبي يونس، وقرية عرامو، والخراطة، والسكري. وتقدم الثوار مستمر باتجاه القرى الموالية للنظام في الساحل، كما وصل مقاتلو المعارضة إلى مشارف بلدة الصلنفة التي تعد أكبر مصايف جبل الأكراد والساحل، ورافق ذلك نزوح جماعي لسكان القرى والبلدات المحيطة.