في العيد، الاهل والاحباب والاصحاب والعنوان المختصر هو الفرحة، ففي عالم متسارع، وتواصل اصبح شبه معدوم بات اللقاء ضرورة لتصفية القلوب والنفوس. لا للرسائل وبطاقات المعايدة. ام هاشم اوضحت ان لمة الاسرة لا تشترى بالمال ، خاصة في زمن البعد والفرقة. وعن رايها باختصار المعايدة عبر الهاتف والرسائل، قالت انها من جيل لا يعرف سواء ان الحضور هو الاهم والاوجب. وقالت انها ترفض رفضا قاطعا المجاملة عبر الهاتف او الكمبيوتر، وزادت «ام هاشم» ان العيد مناسبة يجتمع فيها الأهل والأقارب تحت سقف واحد، لذا من الاجدى ان يتواصلوا فيما بينهم ويتبادلوا التهاني، ويستعيدون علاقات إنسانية فيها الكثير من المودة والحب والاحترام وصلة الرحم. شاركها الرأي الخمسيني رفعت عبد الرزاق الذي قال ان الرسائل والهاتف ليست بديلا عن اللقاء الفعلي الذي ينم اكثر عن المحبة والاحترام والرغبة في مشاركة الاخرين مشاعر الفرح. واوضح ان اللقاء وجهاً لوجه هو التعبير الحقيقي عن الود ،موضحا ان هذا ما كان يحدث الى ان جاءت التكنولوجيا والانترنت، ودخلت حياتنا دون استئذان وحولتها الى رسائل بسطر أو سطرين، عبارات مكتوبة وجاهزة ترسل للقريب والبعيد تخلو من الدفء والتواصل الإنساني. نصوص جاهزة العشريني اياد سليم ضحك وقال ان لديه العديد من الاصدقاء والاهل لذا يرى في ادوات التواصل كالهاتف الخلوي ومواقع التواصل الاجتماعي طريقا اسهل واوفر لمعايدتهم وبالتالي اختصار جهد ووقت ومال. ونوه انه يزور منزل شقيقته وشقيقه في العيد ولربما واحد او اكثر من اصدقائه ، وفيما عدا ذلك فهو لا يتواصل شخصيا مع احد في العيد. وبين انه قد يضطر لاستقبال بعض الاهل والجيران في المنزل، الا ان الغالب ان يقوم الوالد بهذه المهمة. والد اياد قال ان هذا الجيل لا يأبه باللقاء بقدر عدد الرسائل التي يتلقاها جهازه الخلوي او «اللاب توب». وزاد ان ابنه وعموم جيل اليوم تعنيهم الرسالة بدلا من الزيارة، أو المكالمة للتهنئة بالعيد. وختم قائلا اصبحنا بدلا من أن نستقبل الأهل والأصدقاء في أول يوم نستقبل سيلا من الرسائل. وفرة وقت العيد تقول ميادة رضوان ان حجة البعض في ضيق الوقت وكثرة المشاغل واهية اذ ان معظم الاشغال تتوقف في موسم الاعياد والمناسبات، وتحظى الناس بما لا يقل عن ثلاثة الى اربعة ايام اجازة من الاشغال والاعمال. واعترفت رضوان أن رسائل الهاتف الخلوي وبرامج التواصل كالواتس اب وغيرها أثرت على دفء العلاقات الاجتماعية والتواصل بين الناس. وقالت رضوان ان البعض يرى في المعايدات الالكترونية الطريقة الأسرع والأسهل للتواصل، معللين ذلك بضيق الوقت وكثرة المشاغل. وزادت انها شخصيا تصطحب عائلتها طيلة ايام العيد لزيارة جميع الأصدقاء والأقارب عوضا عن رسائل الهاتف والبريد الالكتروني ، وبذا تضمن ان تشارك الجميع واجب صلة الرحم. اهمية اللقاء وليس التهنئة فيما اعتبر الاربعيني اياد ابو نافع ان التهنئة عبر الرسائل القصيرة الجاهزة التي ترسل للعددين دون ذكر حتى اسم المرسل اليه فيها جحود وقطيعة للرحم مع الأهل والأقارب. ومن وجهة نظره فان اعتماد هذه التهنئة الجاهزة لتكون السبيل في تهنئة الاهل والمحبين بالعيد خلقت نوعا من اللامبالاة والبعد بين افراد المجتمع الواحد وحتى العائلة الواحدة. وبدوره قال انه لا يرد على رسالة لا تحمل اسمه اذ يجد في ذلك تخصيصا من المرسل لشخصه، بل رغبة من المرسل في تهنئته شخصيا. ورغم ذلك ختم حديثه قائلا: انه «لا يحبذ هذه الرسائل بل يرغب بالكلمة والابتسامة التي نراها في وجه الأهل عند اللقاء والتهاني والمعايدات». وزاد ان اكثر الناس تضررا من قطيعة اللقاء واللمة هم كبار السن الذين ينتظرون السؤال واللقاء في مثل هذه الايام المباركة اكثر من غيرهم. ونوه ان التواصل الحقيقي يتحقق بالمشاهدة والمصافحة والوصول إلى البيت، موضحا ان المسألة لا تتعلق بالوقت إنما بحسن الضيافة والاستقبال والبشاشة.