تحت عنوان "الأزمة المصرية.. تحديات القنوات التلفزيونية".. رصدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" موجة العداء المتصاعد في الإعلام المصري ضد جماعة الإخوان المسلمين وتأثيرها الكبير، حيث ساهمت في زيادة حالة الاستقطاب وعززت الانقسام السياسي بالبلاد وأسهمت في تأجيج مشاعر الكراهية للإسلاميين بصفة عامة، والإخوان بصفة خاصة. واستشهدت الهيئة بمقتطفات أذاعتها فضائية "أون تي في"، التابعة لرجل الاعمال نجيب ساويرس، لاعتصام رابعة العدوية، وصاحب الفيديو تعليق ليوسف الحسيني، أحد مقدمي البرامج التلفزيونية بالقناة، واصفا أعضاء الجماعة بال "الكاذبين" و"المجرمين"، وبأنهم "عصابة من القتلة الذين يجب شنقهم". كما عرضت بي بي سي هجوم مقدم البرامج بقناة أوربيت، عمرو أديب،على الإخوان، واصفا أنصارهم ب"الخرفان"، وبأن الجماعة "تدفع لهم الأموال وتقدم لهم الطعام للبقاء في الشارع"، على حد قوله. وبعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، عكس الخطاب الإعلامي في مصر حالة الانقسام السياسي الشديد التي تشهدها البلاد، وأسهم في تأجيج مشاعر الكراهية ضد الإسلاميين، حيث أصبحت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة تدعم الجيش، وظهر ذلك في رد فعلها في دعم بيان المجلس العسكري الذي جرت إذاعته والابتهاج به بجانب تبنيها نبرة وطنية عالية، لدرجة أن بعضها بث شعارا مفاده: "مع الجيش ضد الإرهاب!" وفي أعقاب الانقلاب سرعان ما تم إغلاق عدة قنوات دينية واحتجز صحفيوها بشكل مؤقت، إلا أن ذلك لم يسكت تلك القنوات، فقد جرى تجهيز مركز إعلامي بالقرب من مسجد رابعة العدوية، وأطلق طاقم عمل فضائية "مصر 25″ فضائية جديدة أطلق عليها "أحرار 25″. ونقلت الهيئة عن شريف منصور، مذيع بتلك القناة قوله: "عدنا مرة أخرى بموارد محدودة، حيث صمم فريقنا على الاستمرار، حتى وإن اضطررنا للنوم لساعات قليلة، وكنا نتوجه من المظاهرات مباشرة للظهور على الهواء دون أن نقوم بتغيير ملابسنا، لدينا إصرار كبير على تغطية الحقائق ليس لمصر فحسب، بل للمنطقة العربية والعالم كله، حتى يعلم الجميع أن ما يحدث هنا هي ثورة سلمية بحق" وفي الأسبوع الماضي، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع المتظاهرين من الإسلاميين الغاضبين الذين حاولوا اقتحام بوابات مدينة الإنتاج الإعلامي في السادس من أكتوبر التي تبث منها معظم القنوات الخاصة. وقال عمرو الكحكي، رئيس شبكة قنوات النهار: "لقد نما هذا النوع من الاستقطاب نتيجة للاستقطاب الذي تشهده الساحة السياسية" وتابع: "لا أعلم طبيعة السياسات التحريرية للقنوات الأخرى، إلا أننا كنا على اتصال مع الإسلاميين في محاولة لتغطية مظاهراتهم، وفي كل مرة نرسل فيها طاقم تصويرنا إلى هناك، يتم التعدي عليه" على حد قوله. وقال: "كانوا يظهرون عبر الهاتف وعلى الشاشات في الاستديو حتى ما بعد الرابع من يوليو، إلا أنهم اتخذوا موقفا بعد ذلك بعدم الحديث إلينا"، مشيرا إلى إن مصر بحاجة إلى تدريب إعلامي أكثر حرفية وقانون مستقل لبث الأخبار. وأوضحت بي بي سي إن الأوضاع هادئة في محيط مدينة الإنتاج الإعلامي، إلا أن هناك إجراءات أمنية متخذة في هذه الأوقات التي يشوبها التوتر، حيث نصب سياج من الأسلاك الشائكة حول مدخل المدينة، بينما يقف جندي إلى جانب إحدى عربات نقل الجنود على الجهة المقابلة، ويجري التحقق من هويات الداخلين بشكل دقيق عند البوابة، مشيرة إلى أن الإعلام سيبقى لفترة في الخط الأول من الصراع السياسي في مصر.