كتب حاتم جمال الدين وقعت القنوات المصرية دون استثناء فى أخطاء فادحة اثناء تغطيتها الإعلامية للأحداث المتعلقة بالاستفتاء على الدستور، وفى مقدمتها الخلط بين دور الإعلام كأداة للتنوير والتوعية، وبين الرسالة الدعائية المعبرة عن مواقف القنوات، وفى تقرير صادر عن مرصد حرية الاعلام التابع لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان وصف أداء الإعلام الخاص كان عملا بالسياسة أكثر من كونه رسالة اعلامية، وأصبح يمثل جزءا من الخلافات السياسية، وافتقر الاداء بوجه عام للحيادية فى التغطية الاخبارية. وقال عماد حجاب المشرف على المرصد إن القراءة التحليلية للأداء رصدت ارتفاعا ملحوظا فى مستوى حرية الرأى والتعبير، وتداول المعلومات بالإعلام الخاص، وانتشار الجدل السياسى حول ممارسة الاعلام والاعلاميين للحرية الممنوحة لهم، واستقطاب الاعلام الخاص عداء قوى سياسية تمثلها أحزاب الإسلام السياسى والتى أصبحت بعد الثورة فى مقدمة المشهد، ورغبة القوى السياسية المنتمية إلى التيارات الدينية التى وصلت للسلطة المتمثلة فى الاخوان المسلمين فى تقييد حرية الاعلام الذى يوجه لها انتقادات حادة ومتواصلة، مما جعلها تهتم بتقييد النصوص الدستورية المتعلقة بحرية الرأى والتعبير. وبينما اتهم الفضائيات الخاصة بالسماح بتجاوزات تحت مسمى حرية الرأى، أدت إلى حدوث استفزازات متبادلة بين أحزاب الاسلام السياسى والاحزاب الليبرالية واليسارية، والتى ساهمت فى انقسام مواقف الجمهور تجاه تلك الاحزاب، فضلا على وقوع الفضائيات فى أخطاء مهنية إعلامية ساهمت فى نشر الكراهية ضد التيارات الدينية. وأضاف أن الدراسة كشفت أيضا عن أن تيارات الاسلام السياسى وقنواته لم تغير رؤيتها للإعلام ومازالت تتعامل معه بنفس أسلوبها فى حملات الدعوة الدينية التى اعتادت عليها عبر سنوات طويلة من العمل الدعوى، وافتقار أحزاب الاسلام السياسى إلى جدية وحرفية الخطاب الإعلامى اثناء مشاركة رموز حزبية منها فى اللقاءات التليفزيونية بالفضائيات، مما أوقعها فى أخطاء شديدة استفزت مشاعر المشاهدين، وهو ما قلص من شعبيتها. وعن أداء القنوات المملوكة للدولة قال إنها حاولت الهروب من شبح الفشل، وفى ظل ارتفاع كبير فى سقف الحرية الاعلامية بالإعلام الخاص، بحث قنوات التليفزيون المصرى عن أساليب لتطوير الأداء، وبممارسة إعلام يبتعد بعض الشىء عن التبعية الكاملة للنظام السياسى، لكنها استعانت بضيوف وخبراء لا يتمتعون بقدرات فنية وسياسية واعلامية رفيعة أثرت سلبيا على حرص المواطنين فى متابعتها.