"جلب اليهود الطيبون للعرب ثقافة وسلام، نثروا الذهب وحققوا ازدهارًا بفلسطين، دون أن يؤذوا أحدًا أو أن يأخذوا شيئا بالقوة- ومع كل ذلك أعلن المسلمون ضدهم الجهاد ولم يترددوا في قتل نسائهم وأولادهم". لم يكتب هذه الكلمات مؤرخ صهيوني متعصب أو مسئول في ترويج الدعايا الإسرائيلية كما تقول صحيفة" هآرتس" ولكن كتبها سليمان الأسد، والد حافظ الأسد وجد الرئيس السوري بشار الأسد. وتوضح الصحيفة الإسرائيلية أن هذه الكلمات جاءت في رسالة بعث بها ست انفصاليين علويين عام 1936 لرئيس الوزراء الفرنسي اليهودي " ليون بلوم" الذي استجاروا به لعدم ضم الإقليم العلوي المستقل الذي أعلن عنه عام 1922 لسوريا السنية، كما ناشدوه عدم إلغاء حماية نظام الانتداب الفرنسي للأقليات في سوريا. وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن النسخة الكاملة من الرسالة- التي كانت محفوظة في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية واختفت بشكل غامض- قد نشرت في كتاب الباحث متي موسى" شيعة متطرفون" عام 1988، كما نشرها بعد ذلك الباحث الإسرائيلي مردخاي كيدار. وأضافت " هآرتس" أن الأسد الجد ورفاقه الانفصاليون خاطبوا الجانب اليهود ل" بلوم" الذي كان نصيرا للصهيونية واستخدموا أزمة الاستيطان اليهودي في فلسطينالمحتلة مع اندلاع المقاومة العربية عام 1936 ليدللوا على أن مصيرا مشابها ينتظر العلويين إذا ما حكمتهم الأغلبية السنية القومية في دمشق، كما حاولوا بذلك إبعاد أنفسهم عن الانتماء للدين الإسلامي على حد وصف الصحيفة. كما جاء في الرسالة:" الأمة العلوية التي حافظت على استقلالها على مدار السنين بفضل عصبيتها وتضحياتها، هي أمة مختلفة عن الأمة المسلمة السنية من حيث دينها، زعمائها وتاريخها". وتقلت الصحيفة في تقريرها الذي جاء بعنوان" حان الوقت للتذكير بجد الأسد الصهيوني" جزء آخر من الرسالة التي بعث بها سليمان الأسد لرئيس الوزراء الفرنسي جاء فيها:" العلويون من وجهة نظر الإسلام كفار..إن روح الكراهية والتعصب المغروسة في قلوب العرب المسلمين ضد كل ما هو غير مسلم، دائما ما تجد ترسيخا من قبل الدين الإسلامي". " ليس هناك أمل في أن يتغير الوضع هذه المرة، لذلك فإن إنهاء الانتداب سوف يعرض الأقلية في سوريا لخطر الموت والإبادة، هذا بخلاف أن هذا الإنهاء سوف يغتال حرية الفكر والمعتقد. إن وضع اليهود في فلسطين يمثل الرؤيا القوية والواضحة للتعصب الإسلامي ضد كل من لا ينتمون للإسلام". وتؤكد الصحيفة أن الاستنجاد الدرامي لسليمان الأسد لم يفلح، إذن تم إرجاع المنطقة العلوية، التي عرفت باسم" دولة اللاذقية" إلى سوريا مرة أخرى التي انتظرت عشر سنوات حتى إلغاء الانتداب الفرنسي في عام 1946.