يعاني سكان منطقة الستين بهشمة التعزية في محافظة تعز من انقطاع الكهرباء التي لم يكتب لهم قدر الدولة من رؤيتها وبات صولها حلما ينشده السكان منذ سنوات. ويقول الأهالي أنهم طالبوا الجهات المختصة بإيصال الكهرباء لبعض قرى الهشمة المليئة بالسكان من الأطفال والنساء وكبار السن ولكن دون جدوى ولا يجدون استجابة. ووصفوا تعامل مؤسسة الكهرباء معهم بالمحبط وأثبتوا تلك المعاملة المخيبة للأمل بالصور على الواقع ، مشيرين إلى أن المؤسسة بعد المطالبات قامت بالتخطيط ووضع العلامات والإشارات التي تدل على قرب توصيل الكهرباء لهم ثم تركتها فترة من الزمن وعاد المقاول ورفع جميع معداته وآلياته التي كانت في الموقع تاركاً خلفه حزن الصغير والكبير وألم المريض وحسرة السكان على فشل المشروع وعدم اكتماله في قريتهم. وتحدث المواطنون ل «الخبر» عن معاناتهم في تأخر إيصال خدمة الكهرباء لمنازلهم لاسيما أن هناك مرضى وكبار سن يعيلونهم ويحتاجون بعض الأجهزة الطبية التي تعمل على التيار الكهربائي. وأكدوا في أحاديثهم أنهم طرقوا جميع أبواب المسئولين في محافظة تعز خلال السنوات الماضية ، بهدف تحقيق حلمهم وإيصال التيار الكهرباء لمنازلهم أسوة بمواطني بعض القرى المجاورة لهم الذين ينعمون بتلك الخدمة. وأشاروا إلى أن بارقة الأمل بانتهاء المعاناة كانت في عام 1428ه حيث بدأ أحد المقاولين في ترسيم القرى الخاصة بهم ووضع علامات ومسامير ترسيم الخاصة بتوصيل التيار الكهربائي ، مؤكدين أنهم بدأوا يهنئون بعضهم البعض على تحقيق الحلم بإيصال الكهرباء لمنازل بعد طول انتظار. وأوضحوا أن الكارثة تكمن بعد أن غاب المقاول عن موقع المشروع وسحب بعض المعدات والأعمدة التي كانت في الموقع. وقالوا : «على الفور توجهنا للمقاول لمعرفة الأسباب أو ربما هناك مضايقات أو غيرها نقوم بحلها إلا أن رد المقاول كان سريعاً حيث قال : أسألوا مدير كهرباء تعز السابق وعلى الفور توجهنا مع مجموعة من السكان وقطعنا الكيلومترات للقاء أحد مسئولي كهرباء تعز ومن نجد لديه إجابة شافية تروي عطش انتظارنا فكان رد مسئول بالكهرباء أن الميزانية لا تكفي وسوف نلحقكم بميزانيات قادمة». وتساءل المواطنين هل من المعقول أن يبدأ مقاول في أعمال مشروع دون رصد ميزانية وتوقيع عقد للمشروع؟. ويتابع المواطنين الحديث عن معاناتهم ل«الخبر» إن الصدمة كانت كبيرة مما دعاهم إلى طرق أبواب الجهات القضائية والحقوقية ومكافحة الفساد لعلاج ألمهم وإنهاء معاناتهم مع مؤسسة الكهرباء ، ولكن نتائج المحاولات اعتذار المؤسسة لتلك الجهات لأسباب غير صحيحة – حد قولهم. وكان وزير الكهرباء والطاقة الدكتور صالح سميع قال في مؤتمر صحفي إن 60 % من سكان الأرياف في اليمن لا يعرفون الكهرباء منذ آدم عليه السلام. وأبدى سميع تخوفه من أن يأتي يوم واليمن تعيش بدون كهرباء ، في إشارة منه إلى أن معظم محطات التوليد قد انتهى عمرها الإفتراضي قبل سبع سنوات.