دارت معارك ،الخميس، بين مقاتلين سوريين من السنة وميليشيات شيعية أجنبية بالقرب من مزار "السيدة زينب" الشيعي في الأطراف الجنوبيةلدمشق. وأفادت مصادر إعلامية بأنه وردت أنباء عن قتال ضار إذ هاجم المقاتلون السنة ميليشيا حزب الله وميليشيا شيعية عراقية في ضاحية السيدة زينب بقذائف الهاون (المورتر) ونيران الأسلحة الآلية. ووصف أحد قادة مقاتلي المعارضة الهجوم بأنه هجوم مضاد لتخفيف الضغط على ضاحيتي الذيابية والبويضة القريبتين والخاضعتين لسيطرة المعارضة وكذلك مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين حيث تحاول كتائب الثوار صد تقدم الميليشيات الشيعية. وقال القائد أبو عبد الرحمن من لواء الصحابة لوكالة رويترز من جنوبدمشق "خسرنا عدة أحياء خلال اليومين الماضييين وهدف هذا الهجوم هو إجبار النظام وحلفائة على التراجع". وقال ان الجيش السوري هو مصدر قوة النيران الثقيلة ضد مقاتلي المعارضة وأن معظم القوات الموالية للأسد التي تخوض المعارك في ضاحية السيدة زينب والمناطق القريبة حولها تتألف من مقاتلي حزب الله ومقاتلين عراقيين وكذلك ميليشيات محلية من الطائفة الشيعية في سوريا. وقال رامي السيد : "هذه مقاومة ضارية.. الهدف ليس الاستيلاء على المزار ولكن إجبار حزب الله وحلفائه على التراجع من المناطق القريبة". وقال إن قوات المعارضة والمدنيين حوصروا في ضاحية الذيابية المحاصرة التي تقع بالقرب من السيدة زينب بينما يضرب وابل من صواريخ جيش بشار الأسد المنطقة. ويقول مراقبون إن مقاتلين شيعة من العراق وإيران واليمن وحزب الله يوجدون في سوريا لدعم بشار الأسد. وأفادت قناة الجزيرة أن حصيلة اجتياح قوات من حزب الله اللبناني وقوات فصيل شيعي آخر مدعومة بالقوات النظامية السورية لبلدة الذيابية ومخيم الحسينية بغوطة دمشق ارتفعت إلى مائة قتيل. كما قتل مدنيون أيضا بقصف جوي ومدفعي, في حين تواصلت الاشتباكات في حلب وإدلب. ونقل مراسل القناة عن ناشطين أن مقاتلي حزب الله ولواء أبو الفضل العباس -وهو مليشيا موالية لنظام الأسد مؤلفة من مقاتلين شيعة- أحرقوا عشرات البيوت بالذيابية وكذلك مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين. ويبرر مقاتلو حزب الله ولواء أبو الفضل العباس عملياتهم بالدفاع عما يعتبرونه "مقدسات" بمنطقة السيدة زينب بريف دمشق, بينما يقول منتقدوهم إنهم يسعون إلى إقامة "ضاحية جنوبية" على شاكلة ضاحية بيروتالجنوبية. وكان ناشطون قالوا قبل ذلك إن حصيلة الاجتياح الذي تم في ختام يومين من الاشتباكات بلغت سبعين قتيلا, وتحدثوا عن إعدامات. من جهتها, تحدثت لجان التنسيق المحلية عن إعدام أكثر من مائة شخص بالذيابية, وقالت إن الجثث ملقاة بالشوارع. وفي حوادث منفصلة بالغوطة, أشار مراسل الجزيرة إلى مقتل ثمانية مصلين وجرح آخرين إثر قصف من القوات النظامية استهدف مسجدا في بلدة ضاحية سقبا. كما أشار إلى غارتين جويتين على مسجد الشرقية في بلدة حوش عرب بالقلمون. وكان ناشطون بثوا في وقت سابق الجمعة صورا على الإنترنت تظهر حرائق ببلدة معضمية الشام إثر قصف مدفعي من الجبال التي تتمركز فيها الفرقة الرابعة بالجيش النظامي. وقالت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية إن قصفا صاروخيا ومدفعيا استهدف الجمعة أيضا أحياء دمشقالجنوبية, ومنها التضامن والقدم بالإضافة إلى مخيم اليرموك, وحي برزة شمال المدينة. وبالتزامن مع القصف جرت اشتباكات بين الجيش الحر وفصائل أخرى مسلحة من جهة، وبين القوات النظامية في أطراف حي برزة ومخيم اليرموك. وتعرضت جل بلدات ريف دمشق لقصف بالمدافع وراجمات الصواريخ, وذلك بعد يوم من مقتل عشرين بقصف استهدف بلدة البويضة. وقالت شبكة شام إن القصف تجدد على زملكا والمعضمية وعربين وحمورية وسقبا ومزارع رنكوس والمليحة وداراي والنبك وجسرين. وتجدد القصف المدفعي والصاروخي على أحياء دير الزور الخاضعة للجيش الحر, وعلى معرة النعمان وبلدات أخرى بريف إدلب حيث تستمر الاشتباكات بمحيط معسكري وادي الضيف والحامدية. وشمل القصف كذلك أحياء حمص المحاصرة ومنها حي القصور الذي سقط فيه صاروخ أرض أرض وفقا لشبكة شام. وشن الطيران الحربي الجمعة غارات على حي طريق السد بدرعا البلد بالتزامن مع قصف بالراجمات والمدافع على أحياء أخرى قريبة منه, وعلى بلدات نوى وطفس وداعل وعتمان وداعل وبصر الحرير وغيرها. ويأتي هذا القصف الجوي والمدفعي بينما تدور على الأرض اشتباكات حول مقار للجيش النظامي بينها ثكناته في طفس. في هذه الأثناء, قصفت فصائل معارضة الجمعة مواقع تجمع للقوات النظامية داخل مطار كويرس المحاصر بريف حلب الشرقي. وتجري منذ أيام بالمنطقة معركة للسيطرة على طريق حيوية قرب معامل الدفاع, وفي بلدة خناصر الإستراتيجية التي أعلن النظام قبل أيام استعادتها, قبل أن تعلن المعارضة بعد ذلك أنها سيطرت عليها مجددا. وقد استأنفت قوات الأسد قصف بلدة السفيرة بريف حلب في محاولة لتوفير غطاء ناري لاقتحامها. وفي إدلب, قصفت فصائل معارضة الجمعة مواقع للقوات للنظامية بمعسكرات وحواجز وادي الضيف والحامدية وبسيدا. وقال ناشطون إن مقاتلي المعارضة دمّروا عددا من مواقع, وأسروا جنودا نظاميين. من جهة أخرى, خرجت مظاهرات الجمعة بمدن وبلدات عدة تطالب فصائل المعارضة المسلحة بالتوحد ضد النظام, ونبذ الخلافات التي تسببت الآونة الأخيرة باشتباكات فيما بينها خاصة محافظة حلب. وقال مراسل الجزيرة بغوطة دمشق إن المتظاهرين الذين خرجوا بجمعة "سلاحنا موجه للجبهات وليس للمناطق المحررة" حثوا مختلف الفصائل على وقف كل أشكال الاقتتال الداخلي.