دعا خبراء عسكريون قيادة وزارتي الداخلية والدفاع إلى محاسبة من يثبت تقصيرهم في الوحدات الامنية من منتسبي منظومة الدفاع والامن ، وتقاعسهم في أداء المهام الموكلة إليهم، وإعادة النظر في إخلاص وكفاءة وقدرة القائمين على الوحدات العسكرية التي تم إختراقها من قبل عناصر تنظيم القاعدة مؤخرا في البيضاءوأبين. وأكد الخبير العسكري العميد محسن خصروف على اهمية تطهير المؤسسة العسكرية والامنية من القيادات التي ثبت تقصيرها فى اداء واجباتها المهنية لسبب او لآخر. وأضاف في تصريح خاص ل«الخبر»: بأن هيكلة الجيش والامن لابد ان تكون على كل المستويات رأسيا وأفقيا، وأن تشمل كل القيادات العليا والوسطى والدنيا، بما في ذلك قادة الكتائب والسرايا وحتى الفصائل. واوضح خصروف – وهو عميد متقاعد في الجيش اليمني – أن هناك اكثر من قاعدة في اليمن تتبع مراكز القوى الكبرى المتصارعة على السلطة ، الامر الذي يؤكد صدقية المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بإختراق القاعدة (لمؤسستي الدفاع والامن ) ويجعل ذلك امرا وارد وممكنا. وشدد خصروف على ضرورة أن تشمل الهيكلة الكثير من القيادات التي عليها الكثير من علامات الاستفهام، والإتيان بقيادات عسكرية وأمنية تحظى بحس أمني ووطني عاليين ، وتلتزم للوطن وقضاياه وتعمل بمهنية عالية خارج كل الولاءات السياسية والحزبية والمذهبية والطائفية والمناطقية وما في حكم ذلك. لافتا إلى الاهمية البالغة التي تحتم على أن تكون القوات المسلحة والأمن تحت سيطرة القائد الأعلى للقوات المسلحة والامن في البلاد ، وانقيادها للحكومة والسلطة المدنية . وكان الخبير المتخصص في شؤون النزاعات المسلحة علي محمد الذهب أكد أنه يجب أن تكون العمليات التي تنفذها جماعات مسلحة يعتقد انها تابعة لتنظيم قاعدة في اليمن على معسكرات الجيش والأمن حافزاً لإصلاح الاختلالات في بعض الوحدات العسكرية. وقال الذهب في تعليقه على استهدافات تنظيم القاعدة لمواقع عسكرية في محافظتي أبينوالبيضاء برؤية عسكرية، إنها تبدو "وغيرها مما سبق، عمليات نوعية ناجحة من منظور أهداف حرب العصابات التي تعتمد بشكل كبير على هجمات الكر والفر وما تحققه هذه الهجمات من قدر كبير من الخسائر المادية والبشرية في صفوف العدو". وأضاف: ولا يستغرب تكرار مثل تلك الأعمال العدائية ضد وحدات القوات المسلحة اليمنية في ظل الوضع السياسي الحرج والمضطرب داخل البلاد، الذي انعكس بدوره على أداء بعض وحدات القوات المسلحة وقوات الأمن، فضلا عن الاختراق الاستخباري لمنظومتي الدفاع والأمن من قبل تنظيم القاعدة، مع السوء الواضح في "الإدارة الوقائية لأمن المعلومات" داخل هاتين المنظومتين. كما أشار الذهب إلى تنظيم القاعدة يستغل "عملاءه داخل وخارج منظومتي الدفاع والأمن للحصول على المعلومات التي توضح- كماً ونوعاً- الوضع اللوجستي لهاتين المنظومتين، بما في ذلك حجم من غادروا وحداتها من إجازات وغيابات ومأذونيات ومهام خارجية، ويجري التركيز في ذلك على أيام العطل والإجازات الرسمية، الدينية والوطنية بما يمكن التنظيم من تحقيق أهداف هجماته بنجاح، وهو ما لوحظ في أغلب عملياته". وقال: ما حدث في البيضاءوأبين، "يعد مؤشرا خطيرا على تدني الحس الأمني لدى منتسبي تلك الوحدات، وعلى التقصير الذي يبديه القادة القائمون عليها، وتقاعسهم في أداء المهام الموكلة إليهم، وهو ما يتحتم على قيادتي وزارة الدفاع والداخلية إعادة النظر في إخلاص وكفاءة وقدرة القائمين على تلك الوحدات العسكرية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد قبل أن يزداد الوضع سوءا أكثر مما هو كائن." لكنه قال: يجب أن لا تصيب هذه الوقائع بقية الوحدات العسكرية الأخرى بالإحباط، بل على العكس يجب أن يكون ذلك درسا وحافزا لإصلاح الاختلالات الحاصلة وتفادي الأخطاء التي جرّت إلى وقوع ذلك، كما أن ما جرى يمكن أن يجري لأي جيش في وضع المواجهة، وهو ملموس من خلال ما يحدث للجيش المصري في سيناء والجيوش الأخرى في مناطق التوترات، وإن كان ما يحدث في اليمن غير قابل للمقارنة مع ما سواه، بالكمّ والنوع معا.