نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا صحفيا حول صراع الأسرة المالكة في السعودية. وأكدت الصحيفة أن هناك صراع داخل البلاط الملكي السعودي بين طرفين أحدهما يقوده الأمير بندر بن سلطان ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل والطرف الثاني يقوده مؤيدو الأمير سلمان ولي العهد الحالي. وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب ديفيد هيرست إلى أن مصر ما بعد الانقلاب هي فقط بداية المتاعب الخارجية للسعودية، وجذر المشكلة قد يعود لألاعيب بلاط الملوك التقليدية. وأوضحت أن الحرب التي يشنها بندر على الإسلام السياسي أفرزت تداعيات كان لها وقعها على حدود السعودية المضطربة مع اليمن. فالرغبة السعودية الجامحة في الحد من تقدم حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن دفعت بالسعوديين إلى دعم المليشيات الحوثية التي كان السعوديون من قبل في حرب معها. وأكدت أن في هذا السياق أن الزعيم الحوثي البارز صالح هبرة نقل بالطائرة عبر لندن لكي يلتقي برئيس الاستخبارات السعودي. ولفتت إلى أن المجموعات المتنافسة داخل العائلة السعودية الحاكمة تتسابق على كسب ود الملك وعلى الخلافة على الحكم. وقالت الصحيفة : «في الوضع الحالي، ولي العهد هو الأمير سلمان الذي يعقتد بأنه يعاني من الخرف، وكان تعيينه في ولاية العهد قد جاء بناء على ترشيح من الملك نفسه، ولكنه المرة الأخيرة التي يتمكن فيها الملك من ترشيح خليفة له. إذا ما انتقل العرش إلى سلمان فإن ولي عهده سيرشحه كيان اسمه هيئة البيعة». وتابعت : «وهذا الكيان بات يفضل أحد المنافسين لمجموعة بندر، وهو الأمير أحمد أصغر أعضاء مجموعة الإخوة السديريين سناً، والذي يبدو معارضاً لتوجه مجموعة بندر في السياسة الخارجية السعودية. ولتجنب ذلك، فقد ذهبت مجموعة بندر تحاول ما وسعها ذلك إقناع الملك باستبدال سلمان بمرشحهم لولاية العهد الأمير مقرن». واختتمت الصحيفة بالقول إنه «في الماضي كانت المؤامرات والدسائس المتعلقة بالسياسة الخارجية السعودية يغلفها الكتمان والحذر وتجري من وراء ستار، أما الآن فقد أصبحت عدوانية وعلى المكشوف. لعل مثل هذه المؤامرات والدسائس وليدة نظام ملكي مستبد عفى عليه الزمن أكثر ما يشغله هو الصراع على من يخلف الملك».