أعلن الجيش السوري الحر أمس الأربعاء أن عناصر تابعة للجيش تمكنت من السيطرة على قاعدة صواريخ في منطقة "الغوطة" بريف دمشق، كما نجحت عناصر أخرى بأدلب في تدمير 10 مروحيات في هجومها على مطار تفتناز العسكري، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي باحياء التضامن والقابون وتشرين في العاصمة دمشق، بينما "تعرضة بلدة زملكا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية". وأوضح الجيش الحر أن عناصره خاضت معركة حربية في مطار تفتناز بإدلب أسفرت عن تدمير الطائرات العشر وإصابة 4 طائرات أخرى، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تركيزًا من جانب قوات الجيش الحر في السيطرة على قواعد الصواريخ، بحثًا عن تلك التي يمكن أن يطلق منها النظام أسلحته الكيماوية تجاه الشعب السوري. وطالب الجيش الحر قبل يومين الثوار بالاستحواذ على أسلحة النظام الكيماوية، وأضاف في بيان صحفي: "على الثوار انتزاع الأسلحة الكيماوية من قوات النظام مهما بلغت التكاليف والأثمان؛ لأن الحصول عليها يضع العالم أمام أمر واقع جديد في الثورة السورية ويجبره على القيام بواجبه الإنساني تجاه الثورة". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة تدور في محيط مطار تفتناز العسكري بمحافظة إدلب رافقتها أصوات انفجارات تسمع من داخل المطار. مضيفا أن أعمدة دخان شوهدت تتصاعد من المطار. وقال ناشطون إن اشتباكات نشبت بين الجيشين الحر والنظامي في حي تشرين بالعاصمة دمشق، بينما جدد الجيش النظامي قصفه بالمدفعية والمروحيات العسكرية لأحياء القابون وجوبر على خلفية إسقاط مروحية للنظام في حي القابون. كما هاجمت عناصر من الأمن والشبيحة أحياء في دمشق منها برزة وكفرسوسة والمزة والحجر الأسود. وفي حي جرمانا بدمشق وقعت أربعة انفجارات، ولا ينفصل ما يجري في دمشق عن ريفها، خاصة في الغوطة الشرقية، حيث قصف النظام بالطائرات والمدفعية مدن وبلدات زملكا وعربين وجسرين وحمورية، فضلا عن السيدة زينب وحجيرة والسبينة. وفي ريف دمشق استخدمت القوات النظامية المروحيات في قصف بلدة سقبا ومحيطها، بحسب المرصد الذي أكد تعرض مدينة الزبداني للقصف ايضا. من جهتها، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى "قصف عنيف تتعرض له مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالطيران الحربي التابع لجيش النظام". وفي ادلب، أوضح المرصد أن القوات النظامية اقتحمت مدينة اريحا وبدأت بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات، مشيرا الى تعرض مدينة سراقب للقصف من قبل القوات النظامية حيث سقطت قذائف على سوق المدينة. إلى ذلك، ذكر المرصد أنه في مدينة حمص تتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح بالاضافة الى احياء حمص القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. وفي مدينة حلب، اشار المرصد الى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي العامرية، بالاضافة الى تعرض احياء عدة في المدينة للقصف من قبل القوات النظامية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له إن مسلسل العنف الدموي في سوريا حصد الثلاثاء 189 قتيلا، هم 143 مدنيا، بينهم 14 امرأة وطفلا، و14 مقاتلا معارضا، و32 جنديا نظاميا. وأشار إلى أنه يضاف لهذه الحصيلة 10 قتلى آخرين عثر على جثثهم بعدما قضوا نتيجة للتعذيب أو توفوا متأثرين بجروح أصيبوا بها سابقا. كما ارتفع إلى 27 قتيلا عدد ضحايا تفجير السيارة المفخخة الذي استهدف موكب تشييع مواطنيْن موالييْن للنظام في جرمانا إلى الجنوب الشرقي من دمشق، وهو حي تسكنه أغلبية مسيحية ودرزية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت حصيلة سابقة للتلفزيون السوري الحكومي أشارت إلى سقوط 12 قتيلا في التفجير إضافة إلى 48 جريحا. ونقلت رويترز عن شهود عيان قولهم إن السيارة انفجرت عند مدخل المقبرة الدرزية، ملحقة أضرارا بالغة بالمباني القريبة وبالسيارات المتوقفة في المكان. وتحدث ناشطون عن موجة نزوح كبيرة تشهدها مناطق من الغوطة الشرقية ريف دمشق بسبب القصف العنيف وخشية الحصار. وكان الناشطون تحدثوا الأحد عن العثور على نحو 400 قتيل في داريا الواقعة في الغوطة الغربية، قالوا إنهم سقطوا برصاص الأمن السوري. وتبدو معارك ضواحي دمشق في الأيام الأخيرة مؤشرا على أن تركيز الصراع العسكري بدأ يعود إلى العاصمة بعد أن انتقل لأسابيع إلى حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، لكن الاشتباكات استمرت مع ذلك عنيفة في حلب، حيث تحدث ناشطون عن مقتل 20 شخصا في قصف للجيش النظامي على أحياء الزبدية والإذاعة وسيف الدولة والشعار. كما تحدثوا عن مقتل 16 في قصف جوي ومدفعي على سهل الغاب في ريف حماة. وقالت الهيئة العامة للثورة من جهتها إن 17 شخصا قتلوا في قصف جوي وصاروخي على بلدة كفرنبل في ريف إدلب. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن خمسة جنود تمت تصفيتهم في ريف اللاذقية وهم يهمون بالانشقاق.