قال الرئيس عبدربه منصور هادي إن الجيش كان وسيظل العنوان الأبرز للوحدة الوطنية وإن كانت طرأت عليه في الفترات الماضية بعض الاختلالات في هذا الجانب فانه اليوم يتعافى منها بفضل ما تم انجازه حتى الان من خطوات على صعيد اعادة الهيكلة ، مشيرا إلى أن تلك الخطوات ستتواصل في المرحلة القادمة لتشمل كل المستويات القيادية في القوات المسلحة اضافة الى استكمال هيكلة جميع المناطق العسكرية. وأضاف هادي ،لدى حضوره اليوم الاحتفال الكبير الذي أقيم بالأكاديمية العسكرية العليا احتفاءً بالعيد ال46 للاستقلال ال30 من نوفمبر وبتخريج عدد من الدورات العسكرية من كلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني وكلية القيادة والاركان، : «انني على ثقة ان ما بدأناه سنستكمله في الفترة القادمة على أفضل وجه ممكن بحيث نجد أمامنا جيشاً وطنياً بكل معنى الكلمة وها هي خطوة اختيار طلاب الكليات العسكرية وفق حصص محددة للمحافظات تتم بنجاح كبير وهي خطوة أخرى على صعيد تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية داخل القوات المسلحة باعتبارها اساس الوحدة الوطنية ولحمتها». وأشار الرئيس الى انه وبقدر الاهتمام الذي يوليه لإعادة بناء القوات المسلحة والأمن بناء وطنياً صحيحاً فاننا بذات المستوى من الاهتمام يجب ان نعمل على اعادة بناء الجهاز المدني للدولة بصورة صحيحة من خلال تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي شملت معظم جوانب البناء المؤسسي لجهاز الدولة المدني ، لافتا إلى أن ذلك يدعو للتفاؤل بتحقيق مؤتمر الحوار الوطني للنجاح الكبير الذي ينتظره ابناء الشعب رغم كل العوائق التي يتم صنعها أمامه حتى لا يصل الى المنتهى الذي نرجوه. وتابع هادي : «إن تلك العوائق لن تزيدنا إلا تصميماً على الوصول الى المحطة الاخيرة في مؤتمر الحوار في أقرب وقت ممكن وتجاوز كل تلك العوائق المصطنعة التي لم تقتصر فقط على أروقة المؤتمر بل امتدت الى مختلف جوانب حياتنا من خلال استهداف الخدمات العامة ومن خلال عمليات القتل الممنهجة سواء لرجال الامن والجيش او للمدنيين والسياسيين ومحاولات نشر الفوضى في الشارع اليمني عبر الاضرابات وغيرها من الممارسات السلبية التي تهدف الى ارباك عمل الحكومة دون اي تقدير للظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها الدولة لكنني على ثقة ان شعبنا بارادته الصلبة التي تجاوز بها أزمات سابقة أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة سيتجاوز ما يخطط له البعض من محاولات لجر عجلة التاريخ الى الوراء» ، بحسب وكالة الأنباء الرسمية. واستطرد : «أولئك يجب أن يدركوا أن عجلة التغيير قد درات نحو مستقبل افضل ولا يمكن لشعبنا مهما كان ما يعاني منه الآن أن يعود الى الماضي الذي كان السبب الرئيسي لكل هذه المعاناة وعلينا ان نتذكر دوماً ان شباب اليمن لم يخرج الى الساحات في فبراير 2011م إلا بعد ان وصل الانسداد السياسي الى منتهاه والاختلالات الامنية الى مستوى كبير والاوضاع الاقتصادية الى أسوأ حالاتها فيما كانت التنمية والسياحة والاستثمارات قد توقفت كلياً واصبحت آفاق المستقبل غامضة سوداء ولا يمكن لأي سلطة جديدة مهما كانت قدراتها أن تتجاوز تلك الصعوبات في عام او عامين فما بالكم اذا كانت هناك عوائق جديدة يتم وضعها لاعاقة مسيرة التغيير». وأوضح أن التقصير في أداء الحكومة سببه الاساسي التأثير الحزبي ، مشيرا إلى أنه أكد عدة مرات بأن تنسى انها تمثل أحزابها ولكن تمثل خروج اليمن الى بر الأمان. ودعا كل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني وكل افراد الشعب لاغلاق صفحة الماضي والتركيز على اخراج البلد من الازمة السياسية والامنية والاقتصادية. كما دعا الرئيس هادي المتقاتلين في دماج من السلفيين والحوثيين أن يتوقفوا فوراً عن إطلاق النار ، منوها بأنهم لن يحصدوا إلا الندم والخسران باستمرار مواجهاتهم العبثية فما يحدث هناك من مواجهات يدمي القلب والعين ويؤجج لفتنة خبيثة ستعم مناطق كثيرة. وحث الطرفين أن يفتحا المجال للقوات المسلحة لأخذ مواقعها في الأماكن التي يتمترسان فيها وتأمين المواطنين ، موضحا أنها أولاً وأخيراً قوات الدولة والشعب وهي المعنية بوقف هذه المحنة. وأكد أن الطرفين لو استفادا من دورس الماضي لأدركا ان مثل هذه المواجهات المؤلمة لا تنتهي بمنتصر ومهزوم بل بخسارة تعم الجميع.