اكد الرئيس عبد ربه منصور هادي أن شباب اليمن لم يخرج إلى الساحات في فبراير 2011م إلا بعد ان وصل الانسداد السياسي الى منتهاه والاختلالات الأمنية الى مستوى كبير والاوضاع الاقتصادية الى أسوأ حالاتها ، مشيرا الى ان التنمية والسياحة والاستثمارات كانت قد توقفت كلياً واصبحت آفاق المستقبل غامضة سوداء. وقال الرئيس في كلمة له اثناء حفل أقيم بالأكاديمية العسكرية العليا احتفاءً بالعيد ال46 للاستقلال ال30 من نوفمبر وبتخريج عدد من الدورات العسكرية :لا يمكن لشعبنا مهما كان ما يعاني منه الآن أن يعود الى الماضي الذي كان السبب الرئيسي لكل هذه المعاناة . واوضح هادي ان التقصير في أداء الحكومة الحالية يعود سببه الاساسي الى التأثير الحزبي على تكوينها، مؤكدا انه لا يمكن لأي سلطة جديدة مهما كانت قدراتها أن تتجاوز تلك الصعوبات في عام او عامين فما بالكم اذا كانت هناك عوائق جديدة يتم وضعها لاعاقة مسيرة التغيير . ودعا الرئيس الذين يوجهون الرصاص صوب صدور بعضهم البعض في منطقة دماج بمحافظة صعدة ان يتوقفوا فوراً عن اطلاق النار فانهم لن يحصدوا الا الندم والخسران باستمرار مواجهاتهم العبثية. واضاف:" ما يحدث في دماج من مواجهات يدمي القلب والعين ويؤجج لفتنة خبيثة ستعم مناطق كثيرة ولا بد للطرفين ان يفتحا المجال للقوات المسلحة لأخذ مواقعها في الأماكن التي يتمترسان فيها، فهي أولاً وأخيراً قوات الدولة والشعب وهي المعنية بوقف هذه المحنة ولو ان الطرفين استفادا من دورس الماضي لأدركا ان مثل هذه المواجهات المؤلمة لا تنتهي بمنتصر ومهزوم بل بخسارة تعم الجميع". وأشار الرئيس الى انه وبقدر الاهتمام الذي يوليه لإعادة بناء القوات المسلحة والأمن بناء وطنياً صحيحاً مؤكداً على أهمية العمل على اعادة بناء الجهاز المدني للدولة بصورة صحيحة من خلال تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي شملت معظم جوانب البناء المؤسسي لجهاز الدولة المدني. وأوضح الرئيس أن ما تحقق يدعو للتفاؤل بتحقيق مؤتمر الحوار الوطني للنجاح الكبير الذي ينتظره ابناء شعبنا رغم كل العوائق التي يتم صنعها أمامه حتى لا يصل الى المنتهى الذي نرجوه. لكن الرئيس أكد أيضاً ان كل ذلك لن يزيدنا الا تصميماً على الوصول الى المحطة الاخيرة من مؤتمر الحوار في اقرب وقت ممكن وتجاوز كل تلك العوائق المصطنعة التي لم تقتصر فقط على أروقة المؤتمر بل امتدت الى مختلف جوانب حياتنا من خلال استهداف الخدمات العامة ومن خلال عمليات القتل الممنهجة سواء لرجال الامن والجيش أو للمدنيين والسياسيين ومحاولات نشر الفوضى في الشارع اليمني عبر الاضرابات وغيرها من الممارسات السلبية التي تهدف إلى إرباك عمل الحكومة دون أي تقدير للظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها الدولة. وتابع: لكنني على ثقة ان شعبنا بارادته الصلبة التي تجاوز بها أزمات سابقة أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة سيتجاوز ما يخطط له البعض من محاولات لجر عجلة التاريخ الى الوراء فأولئك يجب أن يدركوا أن عجلة التغيير قد دارت نحو مستقبل افضل.