كشف الخبير في الآثار عبدالله محسن، عن عرض أربع قطع أثرية يمنية نادرة في مزاد أمريكي سيقام في 19 نوفمبر 2025م لدى دار فريمانز هندمان، وهي شركة مزادات تأسست عام 2023م وعرضت منذ إنشائها العديد من الآثار اليمنية النادرة، بعضها يعد من روائع الآثار. وأوضح محسن في منشور على فيس بوك تحت عنوان (عندما ينطق المرمر)، أن من الأربع القطع قطعتان مسجلتان في سجل خسائر الأعمال الفنية، وهي قاعدة بيانات يستخدمها خبراء سوق الأعمال الفنية وجهات إنفاذ القانون لتتبع الأعمال الفنية المسروقة والمفقودة والمتنازع عليها.
ويشير وجود رقم تسجيل إلى أن القطعة قد تم التحقق منها أو أنها مدرجة في قاعدة بياناتهم، ووفق شروط شركة التسجيل فإن "البحوث لا تشكل ضمانا مطلقا بأن القطعة آمنة أو خالية من النزاع بمعنى أن عدم وجود تطابق لا يعني بالضرورة أنه لا يوجد مشكلة قانونية أو ملكية لاحقا".
وأضاف أن التمثال الأول يصور رجلا يرتدي ثوبا ضيقا يصل إلى الركبة، مع حزام يحدد الخصر، وشعر مصفوف في ضفائر دقيقة تُبرز براعة النحات، أما الوجه فيتميز بأنف مستقيم وعينين واسعتين محفورتين بعمق، ويرجح أنهما كانتا مرصعتين بالأحجار أو الأصداف في الأصل.
وأوضح محسن أن التمثال يعود إلى الفترة ما بين القرنين الرابع والأول قبل الميلاد، ويبلغ ارتفاعه 44.5 سم. ووفق بيانات المزاد، فقد كان ضمن مجموعة خاصة في سويسرا خلال سبعينيات القرن الماضي، ثم انتقل إلى مجموعة خاصة في لندن بين عامي 2013 و2016.
والغريب – بحسب محسن – أن إحدى مجموعات الكنوز اليمنية على الفيس بوك نشرت صور للتمثال في 22 ديسمبر 2019م، اثنتين منها من اتجاه تصوير لا يظهر في صور التمثال التي عرضها موقع المزاد ومنصتان للمزايدات، وقد يكون الأمر مجرد صدفة.
أما القطعة الثانية، أربع أرجل عرش متساوية الحجم على شكل حوافر وعل، على إحداها نقش مسند، ترجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد. من مقتنيات مجموعة خاصة سويسرية ثم انتقلت لملكية مجموعة خاصة، أمريكية في ثمانينيات القرن العشرين.
والقطعة الثالثة عبارة عن مذبح من المرمر يعود إلى القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، محفور على جانبيه مجموعة من الوعول، فيما تمثل القطعة الرابعة عنصرا إنشائيا منقوشا بصف من الوعول، يرجح أنه يعود إلى الفترة بين القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد، وجميعها من مجموعات خاصة.
وختم الخبير عبدالله محسن حديثه بالقول:"يبدو أن الجميل والرائع من آثارنا لم يظهر للنور بعد، وستفاجئنا المزادات العالمية بجديدها كما تفاجئنا حكومتنا بلا مبالاتها... وبكرة أحلى."