يشهد العالم منذ القدم وعلى مر العصور إلى يومنا هذا جرائم وإبادات جماعية يندى لها الجبين وعار على الإنسانية … هذه الجرائم كانت تحت دراسة الكثير من علماء النفس وذلك محاولة منهم لفهم طريقة تحكم فرد بمجموعة وبالآف البشر في تنفيذ تلك الجرائم البشعة … أي أن جميع الطغاة وجدوا المساندة والدعم والمساعدة والتنفيذ بعد ذلك لقد ذكرت الكثير من الدراسات النفسية أن هناك عوامل سيكولوجية مشتركة في جميع الإبادات على مر التاريخ ، ولعل الأنظمة الديكتاتورية القديمة والحديثة كالقذافي وبشار الأسد وغيرهم يتسمون بسيكولوجية الاستبداد ، ومن سمات تلك السيكولوجية الخوف والحذر وعدم الثقة واستخدام العنف القمع ضد شعوبهم ، غالبا ما يكون الطاغية مصابا بالأمراض السيكولوجية مثل النرجسية أو الشخصية السيكوباثية . بالتأكيد أن الشعوب هي التي تصنع الطواغيت كما تصنع خلية النحل ملكتها من أصغر العاملات ، وفي عالم البشر يمكن لأي شخص كان أن يقفز إلى سدة الرئاسة والقيادة ولكنه يحتاج إلى أمرين : الأول – تجنيد الأتباع والمنتفعين من وصوله إلى الحكم ، والثاني – سفك الدماء … في السيرة الذاتية لهتلر كما وصفه ( برتراند راسل ) مؤلف كتاب ( السلطان ) أنه كان أقرب إلى القديسين من الانتهازيين . هتلر كما ذكر برتراند راسل بدا يستولي علية الشعور أنه القائد الملهم الأبدي الذي سوف يحكم لعقود بل مئات من السنين ، كانت الحاشية المصاحبة لهتلر تمارس التملق والخضوع وتشعره على الدوام بأنه من طينة الاله والعياذ بالله ، بعدما سيطر هتلر على الحكم ووضع يده على مفاتيح القوة تغيرت تصرفاته كليا وبدأ يفكر ويغلب على تفكيره أن العناية الالهية أرسلتة من السماء لإنقاذ الشعب الألماني ، لكن هتلر غرق كما غرق فرعون من قبل عندما سقط في حبال الغرور والشعور بالقداسة والعظمة وكأنه رسول أو إله هناك دراسة تقول أن ثلث القيادين على الأقل يقفزون إلى منصات القرار وهم يفتقدون إلى الحس القيادي ووصولهم إلى هذا المركز لا يعتمد على ( الكفاءة ) بقدر الإعتماد على ( الولاء ) وتتبدل شخصية هؤلاء عند الإمساك بالقيادة فيكونون من أسوء المديرين ويتميزون بعدة صفات قيادية سيئة مثل : مظاهر الاستعراض ، وتضييع الوقت في برامج غير مجدية ، والحفاظ على مظاهر الفخامة والترف في المكتب وغيرها …. إن ما يحدث الآن في سورية من جرائم إبادة في حق الشعب لهو دليل على ماسبق ذكره من تكوين حاشية وجيش لا يعصون الاوامر مهما كانت ، ولكن بالتأكيد أن بشار الأسد ومن معه لن يبقى وسيذهبون إلى مزبلة التاريخ كما ذهب غيرهم من الطغاة