لم يستفد طغاة العالم في العصر الحديث مما كان يجري من تغييرات حولهم بل مضوا في غيهم حتى سقطوا كما سقط غيرهم. التاريخ المعاصر يحكي لنا نماذجاً من هؤلاء ذهبوا فما بكت عليهم السماء وما ذكرتهم الأرض إلا بالجرائم التي ارتكبوها في حق شعوبهم والبشرية.
فمثلا كانت عقلية هتلر العنصرية تخضع نصف العالم لنظرية الدم الأري مستخدمة الحديد والنار والدمار لإحراق العالم مما تسبب في قتل ملايين البشر في أوروبا كل ذلك من أجل أن يحكم هتلر العالم بزعم أنه الأجدر والأحق.
بداء التصدع يظهر بوضوح في مملكة هتلر الجمهورية منذ مطلع الأربعينات وفي الثلاثين من أبريل سنة 1945 كانت جيوش الاتحاد السوفيتي والحلفاء تحاصر مدينة برلين المحصنة وتحكم قبضتها الحديدية على مبنى المستشارية الألمانية الذي يتحصن فيه الديكتاتور لكن العقلية المريضة والقاصرة كانت توهم هتلر أنه سوف ينتصر على الأعداء. استمر الديكتاتور في غيه يعمه حتى أيقن أنه الغرق فانتحر المجرم الفاشي في اللحظة الأخيرة وترك الشعب الألماني يواجه النتائج المأساوية التي زرعها هتلر وحزبه النازي المجرم.
موسو ليني في ايطاليا ركب رأسه وتحالف مع الشرير هتلر تجمعهم عقلية واحدة وتفكير تدميري واحد يرتكز على عنصرية مقيتة. لقد صنع موسو ليني ما صنعه سلفه هتلر وقاد الإيطاليين إلى الهلاك بعنجهيته وقلة حيلته واستكباره في الأرض. وبعد هزيمة ايطاليا مع ألمانيا في الحرب العالمية الثانية قرر المجلس الأعلى الفاشي في ايطاليا إقالة الديكتاتور الفاشل لكن الفرعون والزعيم المبجل والمفدى لم يتقبل الأمر ولم يدرك بعقله الكسل أن دوره قد انتهى. بل ظل يمارس التخريب ضد وطنه وضد النظام في بلاده. فتساقط المناصرون من حول الزعيم الإيطالي موسو ليني واستمر الرجل في التخريب حتى اصدرت قيادة الأنصار التي كان يسيطر عليها الحزب الشيوعي أمراً بإعدامه. حينها أدرك الزعيم أنه الغرق فقرر الهروب إلى سويسرا. وخرج متخفياً يحدوه الأمل أنه سيعود من سويسرا منتصراً.
لكن الأقدار ساقته إلى المصير المحتوم حيث اعتقلته القوات الوطنية الإيطالية وتمت محاكمته على جرائمة التي كان يعتبرها منجزات وأعدم بتاريخ 28/ابريل/1945. وارتاح العالم من ديكتاتور آخر ملاء الأرض جوراً.
وواجهت ايطاليا عواقب الوقوف مع هتلر بسبب نزوة موسو ليني الذي رحل وترك شعبه يواجه قدره.
جاء بعد ذلك ماركوس وعيدي أمين وسياد بري ومنجستو وصدام حسين ومعمر القذافي وبشار الأسد وبن علي وحسني مبارك بعضهم من بعض. جلبوا الخراب والدمار في بلدانهم وكانوا سبباً رئيساً إما بالتدخل الأجنبي أو بالحروب التي أداروها هم مع شعوبهم. وكان الجامع المشترك لهؤلاء نضرتهم القاصرة لدروس التاريخ وعجلة الزمن التي لا تدور إلا إلى الأمام. لأنها ليست عجلة كويتش.
اليوم يحاول علي صالح المقتفي خطا الهالكين استنفاذ قواه للعودة للحكم عن طريق إفشال كل محاولة جادة لإصلاح ما خربه طوال العقود الماضية. فبدلا من أن يحمد الله على ما قدر له ويقول يكفي، نجده وبطريقة ساخرة يحاول عن طريق أدواته المختلفة والمتنوعة تحميل حكومة الوفاق الوطني كل فشل. متناسياً ما زرعه خلال فترة حكمه الطويلة. أليس من المضحك جدا أن نقول فشلت الدولة في بسط الأمن وفشلت في إحداث التنمية المطلوبة ولم تكمل هذه الحكومة حولين بعد.
وسؤال هام جدا نضعه أمام كل عاقل وبصير وهو: من المستفيد من إفشال الحوار الوطني الحالي وإبراز الرئيس هادي وحكومة الوفاق بأنهم فاشلون ولا يصلحون؟
يا هؤلاء، البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير. كفى استهبالاً واستغفالاً لليمن واليمنيين.