من يقرأ نص قرار اتهام الشيخ عبد الوهاب الحميقاني يدرك مدى الحقارة الأمريكية ويشعر بأن أجهزتها ومؤسستاها عبارة عن أذن تستلقي معلومات دون وجود عقول تطلع هذه المعلومات. براءة الشيخ الحميقاني موجودة في نص قرار خزانة أمريكا وهو القرار الذي يدين انتهاكات أمريكا لحقوق الأفراد ومن يقرأ النص يدرك انه قرار بني على معلومات كيدية من أشخاص اعتمدوا على نقل معلومات سياسية بطريقة تفتقد إلى أي خبرة في العمل الاستخباري وبمعنى أوضح من عملاء تحت التدريب. غباء وعنجهية وجهل أمريكا ورَّطها باستفزاز شعب اليمن وشعوب المنطقة والمسلمين أن تتهم قيادياً وسياسياً وشخصاً مؤثراً يعبر عن أراءه من خلال المؤسسات القانونية والقنوات المشروعة ويعمل علناً وبوضوح ولا يحتاج للعمل بالخفاء. الشيخ عبد الوهاب الحميقاني شخصية عامة ومعروفة وهو ناشط وسياسي ناضج وعضو مؤتمر الحوار الوطني الذي يعتبر نتيجة العلاقة الرسمية بين حكومة اليمنوأمريكا ويحظى هذا المؤتمر بعناية أمريكية ودولية ، ووجود الشيخ الحميقاني في مؤتمر الحوار يسهل على الإدارة الأمريكية معرفة الرجل رغم أنها تعرفه تماماً. فضيحة أن تتهم دولة بحجم أمريكا شخصية سياسية معروفة بالاعتماد على معلومات لا وجود لأي دليل مادي يؤدي إلى الإدانة أو حتى الشك حول الرجل والمعلومات التي وردت في نص الاتهام ( يقال .. توقعات … كان وسيطاً مع الدولة للإفراج عن جنود يمنيين محتجزين لدى القاعدة .. ).. اتهام مبني على ظنون وتوقعات وهذا هو ما يدل على أن وزارة الخزانة تعمل كببغاء ويدل على انعدام المهنية والتفريط بحقوق الإنسان وانتهاكه بأبسط معلومة ، لكن لا يمكن استبعاد أن الاتهام رسالة أمريكية لأطراف سياسية يمنية وخليجية أو عربية وتحديداً الأطراف السنية في المنطقة التي يجب عليها الانصياع للسياسة الأمريكية وهذا يعني بدء انطلاق برنامج العلاقة الأمريكية الإيرانية عملياً ، والإيرانيون يعتبرون السنة اكبر عائق أمام مشاريعهم وما يؤكد هذا هو وجود اكاديمي قطري ضمن قرار الاتهام وقطر معروفة بدعمها للسنة ودعمها لثورات الربيع العربي التي أزعجت حكام الخليج وأمريكا وإيران وإسرائيل. من خلال نص اتهام براءة الشيخ الحميقاني اجزم أن الاتهام هو عبارة عن فخ يستهدف أمريكا ويستهدف تشويه سمعتها المشوهة أصلاً ويثبت أن طرفاً سياسياً أراد توريط أمريكا وفرض عليها العقاب والإدانة بالطريقة التي يملكها من خلال اختراق لعناصر الاتصال المعتمدة بتقديم المعلومات للجانب الأمريكي وفقاً للاتفاقيات الثنائية بين اليمنوأمريكا لمكافحة الإرهاب ، وان الاتهام المفروغ من أي دليل لإدانة الحميقاني. معروف أن قرارات الاتهام الرسمية يجب أن تكون مبنية على أدلة مادية نظراً لحساسية الإجراء, فيما بعد قرار الاتهام كونه يعتبر انتهاكاً لخصوصية ومكانة الشخص المتهم وما ينتج عنها من أضرار نفسية ومعنوية ومادية على المتهم. هذا هو ما ارتكبته الخزانة الأمريكية من جريمة بحق الشيخ عبدالوهاب الحميقاني لانتهاكها حقوقه الشخصية والاجتماعية والإنسانية وحولتها من شخصية إصلاحية اجتماعية له اثره الإيجابي بخدمة المجتمع, إلى شخص متهم دون النظر بالاعتبارات السياسية والاجتماعية التي يعمل في منظومتها السليمة بشكل رسمي وقانوني. اذا كانت الخزانة ومعها الإدارة الأمريكية حولت مؤسساتها إلى ببغاوات؛ فهذا فضيحة بحقهم لكن لا يجب أن تتحول مؤسساتنا الرسمية ( التنفيذية والتشريعية والقضائية ) ومؤسسات المرحلة الانتقالية وخاصة مؤتمر الحوار الوطني والقوى السياسية اليمنية بغض النظر عن المواقف المتباينة فيما بينها، عليها القيام بواجبها ومسئوليتها بحماية المواطن اليمني من أي انتهاكات خارج المؤسسات اليمنية وعليها أن توظف علاقاتها الدبلوماسية مع أمريكا وفقاً للاتفاقات الثنائية الرسمية بين البلدين أو التفاهمات بين إدارة البلدين وتقديم اعتراض رسمي من خلال تكليف فريق قانوني لتقديم الاعتراض وتفنيد الاتهامات التي لا وجود لها في قرار الخزانة الأمريكية بحق الناشط والسياسي عبد الوهاب الحميقاني. على السلطات اليمنية القيام بواجبها لمواجهة الاتهام الباطل للحميقاني وعليها استخدام وسائل وأدوات قانونية ودبلوماسية لمواجهة وإبطال هذا الاتهام ومطالبة أمريكا بالاعتذار رسمياً لليمن وللشيخ عبد الوهاب الحميقاني وعلى الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وخاصة المنظمات الحقوقية أن تمارس الضغط على الحكومة اليمنية وبدورها تمارس الضغط على الجانب الأمريكي من اجل تصحيح هذا الخطأ ووقف تصرفات مماثلة مستقبلاً ، والا فإن اليمنيين اصبحوا عرضة للانتهاك الأمريكي. على السلطات الرسمية اليمنية أن تحترم مواطنيها وتقوم بحمايتهم والدفاع عنهم وعليها أن ترفع في وجه أمريكا وقف تعاونها وجهودها لمكافحة الإرهاب، وعليها – اليمن - التعامل مع أمريكا وفقا للقوانين الدبلوماسية والاتفاقات الثنائية لان اليمن لديه مؤسساته العدلية والقضائية واذا كانت أمريكا متضررة من أي مواطن يمني عليها تقديم أدلتها إلى الجانب اليمني من خلال القنوات الدبلوماسية المعروفة والمعتمدة التي وجدت لصيانة حقوق الأفراد لكل الشعوب ، أما أن تقوم أمريكا بممارسة القرصنة على اليمنيين وتقتلهم بالعشرات اعتماداً على بلاغات ومعلومات غير صحيحة, فهذا هو ما سيدفع بكثير من اليمنيين والعرب والمسلمين للتحول والانضمام إلى القاعدة وربما يكون هناك قاعدات أخرى وبمسميات مختلفة. لا يمكن لحكومة اليمن السكوت على القرصنة الأمريكية وممارسة قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمواطنين بسبب الاعتماد على معلومات مضللة مصدرها طرف سياسي يستغل اختراقه لأجهزة الاستخبارات والوحدة المكلفة بنقل المعلومات للجانب الأمريكي لإرهاب ومعاقبة السياسيين على مواقفهم المشروعة تجاه هذا الطرف. أخطاء الطائرات الأمريكية بدون طيار تكررت أخيراً وأصبحت تقوم بعمليات إرهابية تنعكس سلباً لتأجيج مشاعر الشعب لرفض القيادة الجديدة وتأليب الناس ضدها انتقاماً من إرادة الشعب. الشيخ الحميقاني واجه بكل صراحة وعلناً السياسات القمعية التي كان يقوم بها الحرس الجمهوري بمحافظة البيضاء واستطاع توفير حماية الناس من انتهاكات السلطة التي كانت قائمة حينها وهذه مواقف معروفة للكل بما فيهم الأمريكان والحميقاني ناشط سياسي وحقوقي وثوري معروف رفض الظلم على نفسه وقاوم ممارسته على أبناء شعبه وهذا هو الشفرة التي أرسلت عمداً للأمريكان بأنه إرهابي. لو أراد عبد الوهاب الحميقاني ممارسة الإرهاب أو العمل مع القاعدة أو مقاومة أمريكا لن تنقصه الشجاعة ولو كان كذلك لما سعى إلى تأسيس حزب سياسي وفق برنامج ومنهج واضح ومعلن وهو على رأس قيادة هذا الحزب وأحد عمالقة السنة في اليمن والجزيرة. اذا مارست السلطات اليمنية الصمت تجاه هذا الانتهاك الأمريكي المتواصل بحق الإنسان والسيادة اليمنية؛ فإن الوضع سيدفع بمتغيرات جديدة وهذا ما يجب أن تراعيه السلطات اليمنية كما عليها إعادة تقييم العناصر المكلفة بنقل المعلومات إلى الجانب الأمريكي لوجود ثغرات غير مهنية تلحق الضرر بالمواطنين الأبرياء. الاتهام الأمريكي للحميقاني سياسي وهدفه قمع الإرادة الحرة وهو رسالة محبة وعربون صداقة دائم من أمريكا إلى ملالي ايران مفادها: أن أمريكا حليف قوي للحوثي وجماعته التي تمارس الإرهاب بدعم وتمويل الأمريكان.. صرخ الحوثي بموت أمريكا, فمات اليمنيون بالنيابة عنهم.. والدور القادم: من سيكون البديل لموت إسرائيل وفق شعارات الموت الحوثية وانعدام الوفاء الأمريكي؟!.