قالت: مصادر للجزيرة إن اشتباكات عنيفة تدور الآن في الكرمة شرقي الفلوجة بين مسلحي العشائر من جهة وقوة من الجيش العراقي تساندها مروحيات، في حين دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجيش للانسحاب من المدن والتركيز على محاربة القاعدة، وذلك في وقت دوت فيه خمسة انفجارات في بغداد. تأتي هذه المعركة في وقت تشهد فيه مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار اشتباكات عنيفة لليوم الثاني على التوالي بين قوات الجيش ومسلحي العشائر. وتجددت المواجهات في أحياء الشهداء والعسكري والصناعي القريبة من الطريق الدولي السريع، وذكر شهود عيان أن قوات الجيش تراجعت عن مواقعها التي كانت تتمركز فيها يوم أمس، كما أشاروا إلى تدمير عربتين لقوات تابعة لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي. وفي هذه الأثناء، قتل جندي وثلاثة مسلحين في اشتباكات وقعت بالرمادي غرب بغداد، وأصيب ثلاثة مسلحين بجروح، في وقت يواصل فيه مسلحو العشائر قطع الطريق الرئيسي عند مدينة الفلوجة. محافظات مختلفة وامتدت الاشتباكات إلى مدن عدة في محافظات صلاح الدين (شمال) وديالى (شرق) وإلى أطراف مدينة بغداد، وفق ما أكدته مصادر صحفية للجزيرة. جاء ذلك يوما من بعد إزالة خيم الاعتصام، مما أدى إلى اشتباكات بين العشائر الرافضة لفض الاعتصام، ولاعتقال النائب أحمد العلواني الذي اعتقل مؤخرا في عملية اقتحام لمنزله قتل على إثرها شقيقه. وفي مدينة الفلوجة دارت اشتباكات صباح اليوم وتحديدا في أحياء الشهداء والعسكري والصناعي في مداخل المدينة، كما أفاد الصحفي عبد العظيم عمر للجزيرة، مشيرا إلى أن المسلحين فرضوا سيطرتهم على معظم أحياء مدينتي الرمادي والفلوجة، في حين التزمت القوات الحكومية قواعدها. بينما ذكرت محطة تلفزيون الفلوجة من جانبها أن قوات الجيش العراقي لا تزال تنتشر في شوارع الأنبار، وأن مواجهات عنيفة تجري في بلدة راوة. جاء ذلك بعد اشتباكات ليلية عنيفة أوقعت عشرة قتلى في الرمادي بعد ساعات من فض الاعتصام، حيث أظهرت صور من المدينة تبادلا كثيفا لإطلاق النار مع انتشار مكثف لرجال العشائر بعد فرض سيطرتهم على معظم أحياء المدينة. وعاين سكان كركوك صباح اليوم آثار انفجار سيارة ملغومة أمس استهدف مسجدا، وقالت الشرطة إنه أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة بجراح. سحب الجيش تزامنت هذه التطورات مع تصريحات لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم دعا فيها الجيش للانسحاب من مدن الأنبار وتسليمها للشرطة، وهو مطلب رئيسي للنواب الذين قدموا استقالاتهم أمس احتجاجا على فض اعتصام المعارضين. وأكد المالكي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، في بيان أن القرار جاء لكي تركز قوات الجيش على ملاحقة "أوكار القاعدة في صحراء الأنبار". وقال في البيان ذاته إن الاعتصام أصبح مصدر قلق للناس، وإن الحكومة استجابت لاستغاثات وصلتها فقامت بالدخول إلى الساحة وإخلائها دون إراقة "قطرة دم واحدة". وكان المالكي -الذي يحكم البلاد منذ 2006- اعتبر أن ساحة الاعتصام تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة، مانحا المعتصمين مهلة للانسحاب قبل اقتحامها، وهو ما رفضه المعتصمون. ويخشى مراقبون من أن تزيد عملية فض الاعتصام وتداعياتها من حدة التدهور الأمني بالبلاد، خاصة أن 44 نائبا أعلنوا أمس استقالاتهم على خلفية الأحداث، داعين إلى سحب الجيش من المدن وإطلاق سراح العلواني.