قتل 26 إثر انفجار سيارة مفخخة بمدينة حلب، وسقط عدد آخر من القتلى في قصف شنته قوات النظام على مواقع بالعاصمة دمشق وعدد من المناطق السورية، فيما اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا النظام باستخدام الغازات السامة في قصف استهدف داريا بريف دمشق الاثنين الماضي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سيارة ملغومة وضعها مسلحون على صلة بتنظيم القاعدة انفجرت، مما أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل غالبيتهم من مسلحي المعارضة. وتشهد مناطق شمال وشرق سوريا التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة موجة هي الأسوأ من نوعها من الاشتباكات منذ اندلاع الصراع في سوريا، حيث قتل مئات الأشخاص في اقتتال بين تحالف من جماعات المعارضة المسلحة وبين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة. وفي وقت سابق اليوم، قتل قيادي في تنظيم الدولة إثر إطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين بمدينة سراقب في محافظة إدلب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن -في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية- إن القتيل هو أبو البراء البلجيكي، واستهدف من قبل مسلحين من المعارضة عندما كان مع مجموعة تابعة له، مشيرا إلى مقتل أحد عناصر هذه المجموعة وإصابة آخر. وأوضح أن "أبو البراء هو بلجيكي من أصل جزائري، توعد في الأيام الماضية باللجوء إلى السيارات المفخخة" في حال تواصل المعارك بين عناصر تنظيم الدولة والمقاتلين من المعارضة السورية. ورصد ناشطون اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة وتنظيم الدولة عند مداخل بلدة رتيان بريف حلب، وذكرت شبكة سوريا مباشر أن الجيش الحر دمر عربة تابعة لتنظيم الدولة وقتل طاقمها في بلدة رتيان، وأوضحت أن الجيش الحر استهدف مقرات التنظيم داخل الفوج 46 بالقرب من بلدة الأتارب. وأعلن الجيش الحر سيطرته على بلدة جبرين إعزاز في ريف حلب الشمالي بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها. وقالت شبكة سوريا مباشر إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة اندلعت منذ ساعات الصباح الأولى بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والجبهة الإسلامية بمحيط المركز الثقافي الذي يعد آخر مقرات تنظيم الدولة في مدينة جرابلس بريف حلب، كما أشارت الشبكة إلى بدء المفاوضات بين الطرفين من أجل تسليم عناصر تنظيم الدولة أنفسهم الذين اشترطوا بدورهم أن يكون التسليم لصالح حركة أحرار الشام التابعة للجبهة الإسلامية. من جانب آخر، ذكر ناشطون أن عددا من القتلى سقطوا جراء قصف قوات النظام مدينة الزبداني في ريف دمشق. وأكد الناشطون أن قوات النظام ألقت براميل متفجرة على المدينة، وأعقب ذلك قصف مدفعي شمل معظم أحيائها، بينما دارت اشتباكات بين قوات المعارضة والنظام في عدة مواقع حول المنطقة. وتحدثت شبكة سوريا مباشر عن استهداف قوات النظام مزارع تحيط بمدينة خان الشيح في ريف العاصمة بالراميل المتفجرة. وكان سكان تلك المزارع قد هجروها قبل نحو شهر، بسبب القصف المركز على المنطقة. وذكرت شبكة شام أن عددا من قذائف الهاون سقطت على منطقة العدوى بدمشق، وأكدت أن قوات النظام مصحوبة بعناصر من الشبيحة قامت بحملة دهم واعتقال في مساكن برزة. وقالت وكالة مسار برس إن الجيش الحر قتل ثلاثة عناصر من قوات النظام خلال اشتباكات في بلدتي القاسمية والبلالية بريف دمشق. وقطعت قوات المعارضة الطريق العام الواصل بين القنيطرةودمشق، كما اندلعت اشتباكات أسفرت عن جرحى في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، بحسب ما أفاد به ناشطون. وقال المجلس المحلي في مدينة داريا إن الطيران المروحي واصل إلقاء البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية في المدينة، وأوضح المجلس أن قصفا مدفعيا من جبال المعضمية التي تتمركز فيها الفرقة الرابعة يستهدف المدينة بشكل يومي، بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيشين الحر والنظامي منذ أكثر من أربعة أيام في الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة. واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام غازات سامة في قصف مدينة داريا يوم الاثنين الماضي، وطالب في بيان أصدره اليوم "المجتمع الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحقيق في التقارير التي تفيد بقيام نظام الأسد باستخدام الغازات الكيميائية السامة في ذلك الهجوم". ودعا الائتلاف في بيان اليوم إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال تم التحقق من نقض النظام وانتهاكه للاتفاق المتعلق بتسليم أسلحته الكيميائية". وربط الائتلاف بين الهجوم وقرب انعقاد مؤتمر جنيف2 حول الأزمة السورية الذي يسعى لجمع ممثلين عن السلطة والمعارضة للتوصل لحل للأزمة المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات. وقال مصدر في المكتب الطبي التابع للمجلس المحلي في داريا لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهجوم "تم بقنابل غازية"، مشيرا إلى مقتل شخص على الفور، واثنين آخرين في وقت لاحق. وأوضح أن المصابين ظهرت عليهم أعراض "التشنج العصبي والاختناق وانقباض الحدقات (في العينين) وزيادة المفرزات اللعابية"، وأن مستشفى المدينة "لا يملك أدوية نوعية وخاصة بمعالجة التسمم بالغازات الكيميائية". وتحاصر قوات النظام مدينة داريا منذ أكثر من عام، وتدور بشكل منتظم معارك عنيفة على محاورها، مع قصف وغارات شبه يومية عليها في محاولة من القوات النظامية للسيطرة عليها. وعلى الصعيد السياسي اختتم المؤتمر الثاني للمانحين، الذي استضافته الكويت الأربعاء، بتعهدات بتقديم أكثر من ملياري دولار لإغاثة الشعب السوري، بحسب ما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ، في كلمته الافتتاحية ، تبرع بلاده ب500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الإنساني في سوريا. وذكر أمير الكويت أن مجموع ما قدمته بلاده حتى الآن لإغاثة السوريين بلغ 430 مليون دولار، مشيراً إلى أن الكويت "أدركت أن المسار الإنساني يتيح لها القدرة على تقديم الكثير من الإسهام والعطاء الإنساني". ودعا المشاركين إلى "نجدة براءة الأطفال والنساء ومستقبل الشباب تحقيقاً للهدف الذي من أجله انعقد هذا المؤتمر". من جانبه أعلن وزير الخارجية الأميركي تعهد بلاده بتقديم 380 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية لسوريا. في حين رفعت السعودية من معوناتها للشعب السوري إلى 260 مليون دولار. وكذلك قدمت قطر 60 مليون دولار. من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يأمل في أن ينجح مؤتمر جنيف في إيجاد هيئة حكم انتقالية تحل الأزمة في سوريا، كما تطرق كي مون الذي يرأس مؤتمر الدول المانحة في الكويت، إلى الأوضاع الإنسانية المزرية في سوريا، قائلاً إن الموت جوعاً هو أسوأ كارثة إنسانية. كما شدد على أن نصف سكان سوريا يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة، لاسيما أن 40% من المستشفيات لم تعد تعمل. ويجتمع نحو 70 بلداً و24 منظمة دولية في الكويت، الأربعاء، بمبادرة من الأممالمتحدة التي تسعى إلى أكبر عملية تمويل في تاريخها لإغاثة وضع إنساني ملحّ في سوريا، حيث يعاني 13 مليون شخص من النزاع الذي يدمر بلادهم. وتتوقع الأممالمتحدة التي تحاول جمع مبلغ 6.5 مليار دولار أن تتجاوز أعداد اللاجئين السوريين أربعة ملايين شخص بحلول نهاية عام 2014. ويعقد اجتماع الكويت الذي يستمر يوماً واحداً قبل أسبوع من موعد مؤتمر "جنيف 2″ الهادف إلى التوصل لحل سياسي للنزاع تصر المعارضة على أن يتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد. يُذكر أن مبلغ 6.5 مليار دولار أكبر أربع مرات من ذلك الذي تعهد المشاركون بتقديمه (1.5 مليار) في المؤتمر الأول في الكويت قبل عام. وقد أعلنت الأممالمتحدة أنها تلقت 70% من قيمة هذه التعهدات. من جهتها، أكدت فاليري آموس، مديرة عمليات الإغاثة في الأممالمتحدة: "لقد طلبنا جمع مبلغ 6.5 مليار دولار". وأضافت: "سنبذل قصارى جهدنا للعناية بالأطفال والنساء والرجال الذين يصيبهم هذا النزاع الدامي، والتمويل الذي نحتاج إليه لا سابق له". وتؤكد الأممالمتحدة أن هذه المبالغ ضرورية لتمويل عملياتها في داخل سوريا وخارجها مع مقتل 126 ألف شخص ولجوء 2.6 مليون إلى دول مجاورة ونزوح 6 ملايين آخرين داخل بلدهم. وفي هذا السياق، تعهدت منظمات غير حكومية أمس الثلاثاء، بتقديم 400 مليون دولار للمساعدة في إغاثة المدنيين السوريين المتضررين من جراء النزاع المستمر في بلادهم. وتعهدت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومقرها الكويت بتقديم 142 مليون دولار، بينما تعهدت المنظمات الأخرى المشاركة في الاجتماع بالمبلغ المتبقي. وبدوره قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي وصل إلى الكويت ليل الثلاثاء الأربعاء للمشاركة في هذا المؤتمر إن بلاده ستعلن خلال المؤتمر عن "تعهد إضافي بشأن الأزمة الإنسانية" في سوريا والتي قدمت من أجلها حتى الآن أكثر من 1.3 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، بينها 700 مليون دولار خصصت للداخل السوري.