وين مادسن.. اسم ليس بغريب عن الأعلام وليس ببعيد عن تعثرات السياسة الدولية ؛ عاصر الرئيس الأمريكي السابق ريغان كما عمل ضابط في وزارة الخارجية والقوى البحرية الأمريكية ..حتى سن التقاعد. بعد انتهاء خدماته العسكرية شق عالم الصحافة ..في مجال تغطية الملف الامني القومي والاستخبارات …بين الحين والحين يفجر الحدث شخص من كواليس واشنطن ؛ نوه هذا الإعلامي الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية بأن الإدارة الأمريكية استغلت برنامج العمليات السرية أي ملاحقة الإرهابين وبدأت بتصفية خصومها أو من يقف ضد مشروع الاقتصاد الدولي اي بمعنى كل من لديه مشروع من الدول العربي تصفيه بالموت ولاغير الموت ، والاغلبية إما اغتيال أو تفجيرات. من خلال مشروع ملاحقة الإرهابين قامت الاستخبارات الأمريكية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والبستها لغيرها. والنائب الأول لرئيس الجمهورية في السودان، الدكتور جون قرنق، ومسؤول جهاز الأمن في القوات اللبنانية، إيلي حبيقة، وشخصيات سياسية أخرى في إفريقيا وآسيا، خصوصا في باكستان. أتى اغتيال الحريري لأنه عارض بناء قاعدة جوية أمريكية في شمال لبنان ، بل وعارض بشدة فلابد من ازحته فدبرت الاستخبارات الامريكية سيناريو تفجير مركبه ، خصوصا ان الامريكان ذوي سلطة في بيروت. لحق إيلي حبيقة الذي قتل بتفجير سيارته في كانون الثاني 2002 بلبنان، مالسبب ؟؟ قتُل لأنه عارض خططا أمريكية لإقامة مشاريع بترولية وعسكرية في لبنان، قبل مصرعه بأيام ابدى عن استعداده للإدلاء بشهادته ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون بشأن الدور الذي لعبه في مذبحة صبرا وشاتيلا في 1982. نعود الى اغتيال قرنق…الذي كان يدعوا الى إلى سودان جديد وليس لإنفصال؛ الذي اصبح غطاء امريكا في السودان حيث ثارات العداء وشقت الصف السوداني …وكل ذالك ذريعة لأحتواء نفط السودان . بعد اغتيال رئيس الوزراء اسحاق رابين بعام نشط الجهاز شاباك في عملياته ومدت جذورها الى خارج إسرائيل فنشط في لبنان 1995وامتدت أياديه إلى سوريا حيث اغتيل عماد مغنية وإلى دبي حيث اغتيل المبحوح. وكان الاغتيال ايضا من نصيب حاكم إقليم بلوشستان ، نوّاب أكبر خان بغتي، تم تصفيته لأنه ساند القوات البلوشية في وجه التمييز العنصري.. فرض البلوش خط أنابيب الغاز في بلوشستان..مما ثار بوش في ذلك. من كل هذا نخرج بسياق خطر ، هو أن مطاردة الارهاب الذي تغزو به وأشنطن في الأساس حركة تصفيات لخصوم البيت الابيض ؛ أو بعبارة اوضح لمن يعارض مخطط امريكا في العالم وخصوصا في منطقة الشرق ، الهيمنة الأمريكية اليوم تقع تحت صراع مميت بين طهران والولايات المتحدةالأمريكية . لكن الهيمنة على ماذا؟ الأمر لايحتاج الى رد وعطاء .. واقصد هنا السيطرة على الشعوب .. ايران هيمنة على العراقوامريكا تتصارع مع طهران في الملعب العراقي ؛ هناك أخطاء كبيرة ارتكبتها واشنطن في العراق أو أنها استعجلت. في حلها ……مثل الجيش العراقي الذي حله بريمر ؛ انحلال الجيش العراقي أضعف العراق لكن بالمقابل قوى سلطة طهران في العراق … ذهب جيش العراق ودخل جيش ايراني على شكل معمم وفقيه وموظف وطالب علم وسياسي معارض ووووو. واشنطن لم تضع في حسابتها انطباع صدام حسين نحو طهران لطالما أدرك صدام حسين رغبات ايران في العراق ومطامعها التي لاتنتهي ابتداءً من رغبتها بتحويل العراق الى قم اخرى ناهيك عن الاستحواذ على كل العتبات المقدسة بواردها ، حيث أن للعتبات المقدسة في العراق مكانة خاصة لكل الشيعة في العالم ؛ فهذه المراقد الطاهرة تدر اموال مهولة من كل العالم ؛ فلابد ان يوجد عليها حارس فأصبحت هذه المراقد تدار من طهران ؛ ناهيك عن الصفقات التجارية النفط الذي اصبح بيد ومازال بنفس ايراني. أكيد هناك الكثير من ممن يسرح ويمرح في العراق ؛ أصبح الفساد شرعي في العراق كما هو الموت شرعي ، من خلال الشخوص الذين ينفذون اجندات واشنطنوطهران في العراق. في أحد خطابات بوش قال : سنجعل من العراق جبهة للإرهاب ، والإرهاب لاباب له الا من خلال الفساد ؛ فالقائد الفاسد هو الوجه الأخر للإرهابي ، وأي دولة يفسد بها القانون لابد ان تنزلق في مستنقع الزندقة السياسية. الصراع في الشرق صراع ليس بجديد لكنه الوسائل التي تستخدم في صناعة هذا الصراع هي الجديدة ؛ القاعدة واحداث 11 سبتمبر وقتل القذافي وتفتيت تونس وازاحة ابن علي ، وانتهاء صلاحية حسني مبارك ، وطفوا الإخوان على السطح السياسي كله مخطط له مسبقا ، ومنها اعدام صدام حسين ، أول أيام العيد ، وتفتيت اللحمة العراقية ، ودخول داعش وفض الاعتصامات .. السيارات المفخخة وووووو ؛ كلها مرتبة وهذا معلوم للجميع ، لكن المؤلم هو ان يكون العراقي نقطة نظام في التصفيات السياسية والعسكرية وبأيدي عراقية وعربية. من العراق يبدأ السلام والى العراق ينتهي السلام ، متى ما رقد الموت في أزقة بغداد سيستيقظ الضمير لكن هيهات أن يكون هناك ضمير.