فرضت اسرائيل الخميس مجددا حظر دخول إمدادات الوقود عبر معبر كرم أبو سالم الرئيسي للبضائع مع قطاع غزة ردا على استمرار إطلاق بالونات وطائرات ورقية حارقة من القطاع، وهددت بضرب المسؤولين عن إرسال مطلقيها. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن «هذا القرار جاء ردا على استمرار الإرهاب» الممثل باستخدام طائرات ورقية حارقة وبالونات حارقة ضد اسرائيل خلال الاحتجاجات المستمرة على طول الحدود.
وقال مكتب ليبرمان «القرار اتخذ في ضوء استمرار الارهاب باستخدام زجاجات المولوتوف والاحتكاك على السياج»، في إشارة الى المواجهات على طول حدود غزة بين الجيش والمتظاهرين الفلسطينيين.
وقال ليبرمان اثناء تفقده بطاريات صواريخ الباتريوت على الحدود السورية الخميس للصحافة الاسرائيلية حول استمرار ارسال الطائرات الورقية الحارقة من القطاع إن «حماس تخرج اطفالا من منازلهم وترسلهم لإطلاق الطائرات الورقية. علينا ضرب مرسليهم «.
واضاف ليبرمان أن «قيادة حماس أمرت الاسبوع الماضي بإطلاق البالونات الحارقة خاصة من قبل الاطفال ومن المنازل المأهولة بالسكان»، مؤكدا أنه «يجب أن نضرب أصحاب القرار بإطلاق البالونات وليس من يتحرك كجندي الشطرنج».
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي مهددا «لن نضرب المنفذين سنضرب مرسليهم».
وشبت الاربعاء سبعة حرائق في المنطقة المحيطة بقطاع غزة بسبب البالونات الحارقة التي تم إرسالها من قطاع غزة. وكانت اسرائيل منعت في 17 تموز/يوليو القيود وصول الوقود الى القطاع.
لكنها عادت وفتحت معبر كيريم شالوم جزئيا اعتبارا من الاسبوع الماضي وسمحت بنقل الغاز والمحروقات الى قطاع غزة بالإضافة الى أغذية وادوية، وذلك بعد تراجع عدد الطائرات الورقية والبالونات التي تحمل مواد مشتعلة الى اراضيها.
وسيبقى المعبر مفتوحا لإدخال الطعام والأدوية فقط في حالات محددة يتم النظر في كل منها على حدة.
ويعاني قطاع غزة خصوصا من نقص حاد في الكهرباء ويعتمد على عمل المولدات التي تعمل بالوقود اثناء انقطاع التيار الكهربائي.
حصار وتوتر تحاصر اسرائيل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ أكثر من عشر سنوات. وتقول اسرائيل إن حصارها ضروري لمنع حماس من الحصول على أسلحة أو مواد يمكن استخدامها في أغراض عسكرية.
في المقابل حذر مسؤولون في الاممالمتحدة من ان القطاع يواجه نقصا خطيرا في الوقود يؤثر على عمل المستشفيات ومرافق المياه والنظافة الصحية، داعين الى رفع القيود عن القطاع الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني.
وتقول اسرائيل إن الطائرات الورقية والبالونات الحارقة أدت إلى إشعال مئات الحرائق منذ نيسان/ابريل وسببت خسائر بمئات الآلاف من الدولارات.
في المقابل، يعتبر الفلسطينيون في غزة الطائرات الورقية الحارقة والبالونات مقاومة مشروعة ضد الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشرة اعوام.
وشنت اسرائيل في 14 تموز/يوليو الماضي سلسلة من الغارات الجوية على قطاع غزة أسفرت عن مقتل فلسطينيين اثنين بينما أطلقت حوالي مئتي قذيفة هاون من القطاع، في أخطر مواجهات منذ حرب 2014 التي شنتها على القطاع.
وفي 20 تموز/يوليو الماضي حدث تصعيد عسكري خطير في القطاع المحاصر حيث أسفر قصف اسرائيلي عن مقتل اربعة فلسطينيين بينما قتل جندي اسرائيلي في إطلاق نار فلسطيني على حدود القطاع.
وتوسط مسؤولو الأممالمتحدة ومصر لوقف إطلاق النار. واتفقت اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بعد ليلة من التصعيد الخطير على العودة الى التهدئة.
وقد ادى الاستخدام المتواصل للبالونات والطائرات الورقية الحارقة الى ضغط سياسي على القادة الإسرائيليين للتحرك بقوة.
وتسيطر اسرائيل على جميع منافذ القطاع. والمعبر الوحيد الآخر في قطاع غزة هو معبر رفح على الحدود المصرية. وقد افتتح في منتصف ايار/مايو بعدما ظل مغلقا في غالبية الاوقات في الاعوام الاخيرة.
واندلعت احتجاجات حاشدة ودارت مواجهات على الحدود بين غزة واسرائيل في 30 اذار/مارس وتواصلت على مستويات مختلفة منذ ذلك الحين.
وقتل 157 فلسطينيا على الاقل بنيران اسرائيلية منذ 30 اذار/مارس بينما قتل جندي اسرائيلي الجمعة ليكون الاول الذي يقتل في تلك المواجهات.