في السادس من يوليو الحالي قمت بزيارة منطقة الجعاشن بمحافظة إب، عقب ما تعرض له الطفل محفوظ مارش الكامل وشقيقه ووالدته من تنكيل واعتداء من قبل عسكر شيخ الجعاشن في ليلة الأربعاء 29 يونيو الفائت. لكن أنصار الشيخ محمد أحمد منصور منعوني من الدخول إلى محميتهم. ورغم إلحاحي وإصراري على ذلك، إلا أنيي لقيت تعنتاً ورفضاً من قبلهم، وتحديداً من حليفه الاستراتيجي الشيخ محمد أحمد غانم الصلاحي، والشيخ أحمد قائد، وأحمد عبده كرامي، وعبدالملك الشعبي. ومع ذلك تسنى ل«المصدر» الالتقاء بمحفوظ، ابن الأحد عشر ربيعاً، في مدينة القاعدة. وكان هذا الحوار:
* أيش اسمك؟ - محفوظ مارش الكامل. * كم عمرك؟ - 11 عام. * أيش الذي حصل؟ - جاؤوا عسكر الشيخ محمد أحمد منصور وهجموا على بيتنا، دقوا البيت ودخلوا وأخذوا كل شيء بداخله، وضربونا وكسروا كل شيء وبزوا كل حاجة وجزعوا. كانوا يضربونا وأنا أصرخ وهم عاد يمزمزونا "يخنق رقبته" ويدخلونا جنب مدخل البيت. * متى حصل ذلك؟ - الساعة الثامنة ليلاً يوم الخميس. * وين بيتكم؟ - في الشعاب بنى عبدالله منطقة الجعاشن. * وماذا يريدون منكم؟ - قالوا نفتح الباب حقنا احنا معانا متفجرات بالبيت. * ماذا كانوا يلبسون؟ - لبس عسكري. * يعني هم عسكر في الأمن؟ - لا.. هم تبع الشيخ محمد أحمد منصور. * وهل وجدوا القنابل والمتفجرات؟ - ما بش معانا هم كذابين. * فيه معاكم سلاح؟ - بندقية واحدة حق أبي. * وأين كان والدك؟ - في السجن في ذي سفال (مركز الشرطة بالمديرية). * ليش؟ - هو معه مشارعة مع أخوالي وهم اشتكوا عليه والعسكر حبسوه عندهم. * منذ متى؟ - من قبل أربعة أيام. * هل أخبرتهم بأن والدك في السجن؟ - أيوه.. قلنا لهم ما هلوش أبي هو محبوس، قالوا: لا هو داخل وفتحوا الباب وكسّروا البيت وضربونا. * كيف ضربوك؟ - هانا مزمزوني خنقوني ودكموني بالبنادق ودخلونا إلى داخل أنا وأخي. * كم عمر أخوك؟ - 12 هو أكبر مني ويدرس صف سابع مثلي. * وماذا حدث لأخوك؟ - ضربوه ورجموا به لخارج البيت وما خلوه يدخل. * وأمك؟ - أمي ضربوها ودكموها بالبنادق في رأسها وظهرها. * ما الذي قاموا بأخذه من منزلكم؟ - بندق وجرمل والذهب حق أمي سلس ذهب ومقاطب ذهب وستة خواتم وشولى (سوار). * وماذا حدث بعد ذلك؟ - احنا سارحين نخرج وهم يضربونا وقفلوا علينا الباب، وبعدها جاء ابن عمي وهددوه بالقتل لو قام معانا أو شهد بأنهم ضربونا. * وماذا عن بقية سكان القرية؟ - ماحد يجزم يتكلم كلهم خايفين من عسكر الشيخ، وما جاء إلا واحد بس والعسكر قاموا ضربوه ليش جاء. * وبعدين؟ - جزعوا لهم وأنا رحت اتصل للسجن. * أيش كان معاهم من سيارات؟ - سيارة حبة وربع وموترات اثنين (درجات نارية)، وكان عددهم 24 عسكري وكلهم مسلحين. * هل أطلقوا عليكم الرصاص؟ - واحد بس رمى بطلقتين عندما فتحنا لهم الباب وهم كانوا يريدوا يقتلونا ولكنهم دهفونا ورجموا بنا. * ليش حدث كل هذا؟ - لموه ولى (ذهب) أبي للحكومة. * كيف؟ - هم كانوا منفذين عليه وهو محبوس عند الدولة، فقالوا لموه يولي (يذهب) للحكومة، لموه ما يسرح لعند الشيخ. * أيش يعمل عنده؟ - قالوا لموه راح عند الحكومة يحتبس، هم يريدوه يولي عند الشيخ يحتبس وهو قاهوه محبوس بالحكومة. * وأنت ما رأيك؟ أيش هو الصح؟ - الصح أنه يحتبس عند الحكومة.. أيش دخل الشيخ في الحبس؟ - ماذا تريد الآن؟ - كل شيء أخذوه علينا يرجعوه. * هل تعرف أحد من العسكر؟ - أعرف واحد اسمه النوبة وبن دماج واثنين عيال زبطة، والباقي ما أعرفهمش. * هل اشتكيت للدولة؟ - عاد احنا نشتي نولي نشتكي.. بس أنا خايف من عسكر الشيخ (يبكي) حين راح أبي للحكومة قاموا ضربونا لطومونا وأنا كنت أبكي وهم يزيدوا يضربوني لموه أبكي وأصرخ. * الآن من في منزلكم؟ - أمي وأخي بس. * ولماذا جيت لمدينة القاعدة؟ - جيت أخرج أبي من السجن. * وماذا عملت؟ - وليت للنيابة، وقلت لهم يخرجوا أبي وهم جابوا لي ورقة للسجن، وهم خرجوه اليوم. * هل تعرف أنت الشيخ محمد أحمد منصور؟ - هو الشيخ حقنا وقاهوه شيبة، ومعه سجن بالحبلة، وهو يرامي الناس. * والدولة أيش تعمل؟ - ما تجزمش (لا تستطيع) وما حد يسكي (يقدر) له. * أبداً؟ - إلا الرئيس. * أيش تقل للرئيس؟ - يضبطه ويقل له يرد حقنا ويخلنا نعيش في أمان. * ماذا يريدون من والدك الآن؟ - قالوا يريدوا يجي أبي مقتول لعندهم وإلا مضروب. * باقي حاجة تشتي تقولها؟ - يطرحنا بأمان ويضبط الشيخ وإلا لموه هو رئيس اليمن.