في الوقت الذي يعيش اليمن ويعاني مشكلات متعددة تهدد وحدته واستقراره, يستهدف العمل الثقافي الافتتاحي لبطولة خليجي 20 بعدن أواخر العام الجاري تقديم رسائل متعددة تتضح في هيمنة استحضار التاريخ ومشاهد الصراع والدماء في اللقطات السينمائية و التعبيرية التي يجري تصويرها في مناطق بحرية وجبلية وصحراوية محيطة بمدينة عدن والتي من المقرر عرضها ضمن سيناريو تعبيري تاريخي غنائي . في جبل شمسان وساحل العشاق بمديرية التواهي جرى تجييش إمكانات فنية وبشرية تطلبت نصب عدد من الخيام وتهيئة مواقع التصوير بالأدوات التاريخية والبوجكترات ومعدات النقل والرافعات (كرين ) وقرابة 300 كومبارس تم تجهيزهم بأزياء ساحلية وجبلية وصحراوية, بالإضافة إلى زرع أطنان من سعف النخيل على رمال الشاطئ جرى حرقها أثناء عملية التصوير والتي من المتوقع أن تشكل لوحتين من مجمل ست لوحات للعمل الذي يشارك في لوحاته التعبيرية في الملعب 3000 مشارك من طلاب الجامعة والتربية والتعليم وفنون الرقص الشعبي.
وقال مخرج اللوحة الثقافية الافتتاحية للبطولة مدير المؤسسة العامة للمسرح والسينما صفوت الغشم في تصريحات سابقة إن اللوحة يجري التحضير لها من خلال سيناريو مبهم يعتمد على الصورة بدرجة رئيسة باعتبارها لغة العصر .
مشيرا إلى أنها ستقدم في افتتاح البطولة رسالة التاريخ ووصية الأجداد إلى الأحفاد, والتاريخ المشترك بين اليمن ودول الخليج ورسالة الوحدة والدعوة إلى التوحد .. وأن الوحدة اليمنية رسالة وحمامة سلام إلى دول التعاون الخليجي والمحيط الإقليمي.. معتبرا حد قوله أن العمل يعتمد على الصورة بدرجة رئيسية وفق سيناريو إخراجي كتبه هو فيما كتب كلماته الغنائية فيه الشاعر الكبير عباس الديلمي ولحنه الموسيقار السعودي اليمني الأصل د.عبد الرب إدريس .
منذ عام تقريبا جرى التحضير لإنتاج اللوحة الثقافية من خلال اللجنة العليا الوزارية ووزارة الثقافة والمؤسسة العامة للمسرح والسينما التي يرأسها الغشم منذ العام 2008 م والتي أفرج عنها بقرار وزاري بعد أن تعطلت بكوادرها منذ قيام الوحدة حيث كانت قد تأسست في السبعينيات في الشطر الجنوبي من الوطن سابقا.
في الأمسية الرمضانية التي استضافه فيها منتدى الباهيصمي الثقافي وجهت عدد من الانتقادات حول عدم إبلاغ البعض أو معرفتهم بورش العمل التي كرسها المكتب التنفيذي بشأن بلورة الأفكار والملاحظات حول سيناريو العمل ودورهم في المشاركة في التنفيذ..
الغشم الذي يوجد معارضون له بسبب ما وصفوه بالإقصاء والتهميش, قال إن العمل وطني ويهدف إلى إبراز اليمن في هذه البطولة حيث تشكل افتتاحيات البطولات الكروية على المستوى الإقليمي أو الدولي اهتماما بالغا من خلالها فرص مهمة لتقديم صور البلدان وما تحمله من ثقافة وما تريد أن توصله من رسائل, مشيرا إلى ان اللوحة تعتمد على سيناريو محدد ودقيق وأن المشاركة متاحة للجميع ولكن وفق السيناريو الذي قال إنه يختلف عن المهرجانات على الطريقة الكورية الاستعراضية التقليدية.
من جهته قال مدير إدارة الإنتاج السينمائي بعدن نائب مدير المكتب التنفيذي للوحة والذي يتخذ من الصالة الرياضية مقرا إداريا للعمل مراد رفيق محمد إن اللوحة بعثت الأمل في كوادر المؤسسة بعد سبات طويل والتي أشار إلى إن كوادرها ظلت منذ العام 1990 في وضعية (استاند باي) من دون عمل.
مشيرا إلى أن المكتب التنفيذي للوحة الثقافية نفذ خمس ورش عمل شارك فيها فنانون و تشكيليون وأدباء وكتاب ومسرحيون وسينمائيون وفنون شعبية لهدف إثراء مضمون اللوحة الثقافية وأخذ المقترحات حولها في كل من صنعاءوعدن معتبرا أن النقد الإيجابي مرحب به لأن العمل عمل وطني ولا يستثني أحدا وليس حكرا على فئة معينة وشارك فيه كوادر من أبناء عدن بدرجة أولى في المكتب التنفيذي و مختلف مراحل التصميم ومن فرق الرقص الشعبي في المحافظة, حسب متطلبات التنفيذ التي مازالت تستوعب 3000 مشارك ومشاركة من الشباب الجامعي وطلاب التربية والتعليم.
وأضاف "العمل على الرغم من كل ما يحمله من تضمين للصورة التعبيرية وجمعه بين المشهد والتعبير الاستعراضي ويجمع بين فنون مختلفة هو بمثابة بصيص أمل بالنسبة لكوادر المؤسسة العامة للمسرح والسينما وهو بمثابة رد الاعتبار للكثير من القدرات في هذه المؤسسة ومن خلاله يمكن أن تحظى برعاية واهتمام كبير".
وعن مدى نجاح تنفيذ اللوحة والعلاقة بالإرباكات الفنية التي شهدها حفل سحب قرعة خليجي 20, قال الغشم "إن العمل أعد وفق برنامج زمني ومراحل تحضيرية وتنفيذية, في الجانب التحضيري سار العمل باتجاه إداري وتفني وفي الجانب التنفيذي نعيشه اليوم في أعمال التصوير واستيعاب المجاميع الاحترافية والتعبيرية ضمن قياسات وأطوال محددة وغيرها من الأمور التي ستشكل لوحة إبهار حقيقية إن شاء الله".
وأضاف "نحن بدأنا العمل الفعلي منذ بداية العام الجاري في شهر يناير وهو الأمر الذي يبدو غريبا نوعا ما في مهرجاناتنا وفي فعالياتنا من حيث العمل فيها في وقت متأخر فيأتي العمل ارتجاليا وتسوده العشوائية".
وحول الإمكانيات المالية للعمل وبما يتطلبه من تقانة الصورة وشاشات عملاقة أفقية وأرضية وخدع سينمائية قال:"بحكم مشاركتي في بطولات متعددة مشابهة، وجدت أن البشر هم ثروة اليمن وهم حجر الزاوية في العمل نحن ليس لدينا إمكانيات كتلك التي وفرت في بطولات عالمية وآسيوية, اعتمدنا على البشر واستفدنا من مختلف الدورات السابقة في بطولة كأس الخليج في عمان وقطر والكويت والبحرين وإن شاء الله يكون عملنا مميزا بمشاركة نجوم الغناء اليمني والخليجي وقد مسكنا العصا من المنتصف في تلحين الكلمات الغنائية التي لحنها الفنان عبد الرب إدريس الذي يدرك جيدا ألوان الفنون المشتركة بين اليمن والخليج ". الصورة من أشغال التصوير السينمائي للوحة خليجي 20