قالت فاطمة الحريبي، المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي في اليمن، أن القطاع السياحي في اليمن تضرر كثيراً من العمليات الارهابية التي شوهت صورة اليمن في الخارج وأدت الى عزوف السياح من المجيء إليه بسبب التحذيرات التي تطلقها السفارات ووزارات الخارجية لرعاياها. ونشر موقع "الشرفة" حواراً أجراه مراسلها في صنعاء الزميل فيصل دارم، تحدثت فيها فاطمة الحريبي عن جهود الجهات الحكومية وفي مقدمتها مجلس الترويج السياحي الذي يعد جزءاً من وزارة السياحة والذي من أولى مهامه تحسين صورة اليمن في الخارج والترويج للقطاع السياحي في البلاد.
ما هي المهمة الرئيسية لمجلس الترويج السياحي؟ نحن نقوم بالترويج لمنتج واحد اسمه اليمن وله تاريخ بعمر تاريخ البشرية، لكن جهودنا تواجَه بحملات مضادة وحملات إعلامية شرسة هدفها تشويه صورة اليمن.
كيف تواجهون هذه الحملات؟ يقوم المجلس بجهد مكثف ومن عدة أوجه منها استضافة صحافيين من دول مختلفة عربية وأوروبية وأميركية وآسيوية، وعمل برامج سياحية داخل اليمن لبناء الصورة الإيجابية عن اليمن باعتبار أنهم خاضوا تجربة ناجحة في زيارة أماكن متعددة ومختلفة خاصة وأن هذه الزيارات تثبت الحالة الأمنية المستقرة بشكل عام.
ومؤخرا استضفنا عدة فرق فنية عالمية من ايطاليا وبريطانيا وفرنسا في مهرجان صيف صنعاء وأقاموا في اليمن لمدة شهر ولم يحصل شيء سلبي، لذلك رجعوا إلى بلدانهم بانطباع جيد عن اليمن ومناظره الطبيعية والسياحية التي تتميز بالفصول الأربعة في وقت واحد لكن مع اختلاف المناطق.
ما هي طريقتكم في تسويق اليمن لمنتج سياحي؟ الحريبي: نحن نعتمد على الإعلام العالمي والقنوات التلفزيونية والصحف العالمية في الأماكن المستهدفة لجذب السياح في أوروبا وأميركا وآسيا بالاعتماد على الخارطة السياحية اليمنية المتنوعة والتي تمتلك أكثر من 101 موقعا سياحيا متميزا، منها عدة مواقع اعتبرت تراثا عالميا. كما أننا نشارك في المعارض السياحية الدولية ونشارك سنويا في 13 معرضا دوليا للترويج السياحي.
ماذا عن إقبال السياح لزيارة اليمن؟ بلغ عدد السياح الذين دخلوا اليمن في عام 2009 مليون و28 ألف سائح، نصفهم تقريبا من أوروبا. والاحصاءات تكشف أنه في خلال الربع الأول من العام الحالي، زاد عدد السياح الوافدين الى اليمن بواقع 6 في المئة مقارنة بالربع الأول من العام الماضي على الرغم من الحملات الإعلامية المضادة والعمليات الإرهابية التي حدثت.
كيف تتعاملون مع التحذيرات التي تطلقها السفارات لرعاياها لعدم السفر الى اليمن؟ أكبر ضرر ومشكلة تواجه نمو القطاع السياحي في اليمن هذه التحذيرات التي أدت الى خسائر كبيرة في القطاع السياحي. نحن في اليمن عادة نرسل وفودا من اليمن إلى وزارات الخارجية لهذه الدول لشرح وتوضيح الوضعين الأمني والسياحي في اليمن. وعلى سبيل المثال ألمانيا، حيث كان يأتينا عدد كبير من السواح الألمان، لكن التحذيرات التي صدرت في وقت معين حدت كثيرا من استقبال اليمن لنفس العدد من السياح الألمان. لذلك، سوف يتوجه وفد من اليمن خلال هذا الشهر لزيارة وزارة الخارجية الألمانية، حيث يتكون الوفد من الحرفيين وأصحاب المنشآت السياحية لشرح الضرر الذي لحق بهم وأسرهم جراء هذه التحذيرات التي تكون في بعض الأوقات غير صائبة وتلحق ضررا بالغا في مستوى الدخل للأفراد الذين يعملون في القطاع السياحي.
ما أهمية الأمن في تطور القطاع السياحي؟ أهمية الأمن كبيرة جدا إذ أن تطور الوضع الأمني يعكس تطورا في القطاع السياحي حيث أن الأمن والسياحة وجهان لعملة واحدة. وبسبب الوضع الأمني والحوادث التي حصلت والحملات المضادة التي شوهت صورة اليمن كواجهة سياحية، فقد تضررت السياحة تضررا بالغا وصل إلى حد أن كبرى الشركات السياحية في اليمن أغلقت عددا من فنادقها في بعض المدن لعدم وجود دخل كاف يضمن صرف رواتب موظفيها، وكذلك فإن بائع التحف في الأماكن السياحية تضرر أيضا ولم يعد منتجه يلاقي رواجا كبيرا بسبب ما يواجه القطاع السياحي من ضربات من عدة جهات.
كيف تتعامل الدولة مع القطاع السياحي في الظروف الحرجة؟ للأسف أن الدولة لا تتدخل لدعم القطاع السياحي في الأوقات الحرجة وعندما ينخفض عدد السياح الوافدين لليمن. فنجد أنه في مصر، عندما وقعت حادثة الأقصر الارهابية، تدخلت الدولة وأعفت المنشآت السياحية والفندقية من الضرائب والرسوم الخدمية لأن هذه المنشآت تعيل أسراً وتوفر فرص عمل كثيرة. أما في اليمن، فنجد أن رسوم الخدمات تزيد في الأوقات الصعبة ولا يوجد تدخل حكومي لإنقاذ المنشآت السياحية في أوقات الركود.
برأيكم، ما الذي يعيق تطور القطاع السياحي في اليمن؟ بالطبع إن إيكال مهمة تطوير القطاع السياحي للسلطة المحلية حد كثيرا من تطور هذا القطاع لأن إيراداته تذهب للسلطة المحلية التي تهتم أكثر بالجانب الخدمي للمواطنين ويهمها جمع الإيرادات فقط. ويجب أن تكون السياحة للسلطة المركزية مثلها مثل النفط، بل أكثر أهمية لأنها مردّ لا ينضب وانتعاش القطاع السياحي هو انتعاش للاقتصاد بشكل عام.
ما هو دور القطاع الخاص في تحسين البنية التحتية للقطاع السياحي؟ القطاع الخاص شريك في عملية التنمية وقد ساهم في بناء كثير من المنتجعات السياحية والفنادق، ولدينا في شهر أكتوبر القادم مؤتمر الاستثمار السياحي الذي سيقدم الأفكار والمشاريع السياحية للقطاع الخاص. وهذا المؤتمر هو مؤتمر إقليمي سيشارك فيه مستثمرون من دول الخليج العربي وهدفه هو خلق انتعاشة للقطاع السياحي والتي ستنعكس إيجابيا على التنمية في اليمن.