يختتم اليوم بصنعاء عمل اللقاء التشاوري السياحي للعام 2008م الذي بدأ انعقاده يوم أمس برعاية رئيس الوزراء الدكتور/ علي محمد مجور تحت شعار "عام 2009م منطلق لتطوير الأداء السياحي". وألقى الدكتور/ علي محمد مجور خلال اللقاء كلمة أكد فيها حرص الحكومة على تقديم الخدمات والتسهيلات للقطاع السياحي وعزمها على تجاوزالصعاب التي تعيق السياحة في البلاد والاعتناء بها لجعلها منطلقاً لرفد الدولة باعتبار أن السياحة واعدة. وقال د. مجور أن الاعتناء بشؤون السياحة يتزامن مع التوجهات الحالية لدفع جاهزية السلطة وتوسيع صلاحيتها وذلك من خلال تقديم الاستراتيجية الوطنية للانتقال إلى نظام الحكم المحلي. رئيس الوزراء في كلمته التي ألقاها في اللقاء التشاوري السياحي للعام 2008م أشار إلى الاهتمام المنصب إزاء الإصلاحات في الجانب السياحي ومحاربة الجريمة وأعمال الاختطاف للسياح وغيرها من الخدمات التي تستدعي دراسة التأثيرات على المستوى المحلي ووضع الحلول والمعالجات. ونوه إلى أنه تم إحالة قانون السياحة الجديد إلى البرلمان مؤملاً إقرار القانون من قبل مجلس النواب، مشيراً إلى اعتماد استراتيجية الإعلام السياحي وتحسين الضرائب والرسوم على المنشآت كونها مرتبطة بالجانب السياحي وإلغاء الضرائب غير القانونية عليها. واعتبر أن التغلب على التحديات التي تواجه السياحة في اليمن مسؤولية متكاملة تقع على عاتق الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والقطاع الخاص الذي يعول عليه - حد قوله - في توسيع الجانب السياحي الذي يمكن تحقيقه عبر العمل المنظم والاستقرار ورفع الوعي وتقديم التسهيلات وتجسيد الشراكة والمسؤولية الوطنية. كهرباء الفنادق تتنافى مع الاهتمام بالسياحة وفي اللقاء الذي يهدف إلى تحسين القدرة على استيعاب التطورات في النظام الإحصائي السياحي أشار علوان الشيباني - رئيس الاتحاد اليمن للفنادق إلى أن السياحة شهدت اتساعاً في الثمانينات وكان من المتوقع أن تشهد السياحة الوافدة بقيام الوحدة نمواً وانتعاشاً داخلياً وذلك لما تمثله الوحدة من خارطة عريضة للسياحة، منوهاً إلى قيام سياحة فندقية بعد الوحدة إلا أن عوائدها لم تحقق الأمل المنشود بسبب الأعمال الإرهابية واختطاف الأجانب الأمر الذي دفع بالدول تحذير رعاياها ومنع السفريات إلى اليمن سواءً كان السفر لأسباب سياحية أو تجارية أو حتى إنسانية. وأضاف الشيباني أن اليمن تمتلك مقومات سياحية ثقافية وحضارية متفردة، مشدداً على توفير بنى أساسية وتقديم التسهيلات لأجل التطوير السياحي. ووصف الأزمة المالية العالمية بضربة تلقتها السياحة في اليمن بسبب اعتماد الفنادق على السياحة المتدفقة من أوروبا بشكل خاص مشيراً إلى الاهتمام الخارجي بمنشآتهم الفندقية جراء الأزمة فيما كان للحكومة اليمنية موقفاً مغايراً ومنها ارتفاع أسعار فاتورة الكهرباء على الفنادق. وأوضح وزير السياحة/ نبيل حسن الفقيه أن السياحة تسهم في الناتج المحلي ورفع المستوى المعيشي للسكان وتهدف إلى نشر السلام بين الدول. وقال إن اليمن تعد من أهم المقاصد السياحية من بين بلدان الشرق الأوسط لمقومات سياحية شتى. الفقيه يطالب بإحالة الخاطفين للمحاكم ونوه إلى أن الدولة توجهت بتعزيز خطط التنمية من أجل الارتقاء بالجانب السياحي مطالباً بإحالة الخاطفين للمحاكم. وعول الفقيه على الدولة الجهد الرسمي ورفع الوعي بأهمية السياحة. وأعرب عن أمله في أن تلعب السياحة دوراً هاماً في دعم الجانب الحكومي العام المقبل. ويناقش اللقاء التشاوري عدداً من أوراق العمل المقدمة من قبل مختصين بالشأن السياحي حيث أشارت الورقة التي أعدها مدير عام الاستثمار وتنمية المناطق السياحية الأستاذ/ عبده مهدي صلاح بعنوان "خطة التنمية السياحية" إلى أهم مؤشرات الوضع الراهن للسياحة والتنمية السياحية وتطرقت الورقة إلى أنه رغم ما تملكه اليمن من مقومات سياحية بيئية وحضارية وثقافية إلا أن عائدات السياحة مازالت دون المستوى المطلوب ولا تمثل سوى 3% من إجمالي الناتج القومي وذلك لعدة معوقات منها، افتقار المناطق السياحية لمكونات الخدمات وانعدام البنية الأساسية في بعض المناطق وتدني مستوى تقديم الخدمات في المناطق التي توفرت لها بعض المرافق وهدفت الورقة إلى تنشيط السياحة في مختلف المواقع السياحية من خلال توفير الخدمات السياحية فيها وكذا تنويع وتحسين المنتج السياحي من خلال تنويع المرافق الخدمية للمناطق السياحية بما يتوافق مع بيئة كل موقع. السياحة آفاق مقلقة فيما تناولت الورقة المقدمة من قبل الدكتور/ محمد الميتمي أثر الأزمة المالية العالمية واقتصاد السياحة في اليمن وذكر الميتمي في ورقته تلك أنه ما من شك أن الاقتصاد اليمني اليوم يمر بأشد منعطفاته حرجاً كمحصلة لتأثير مجموعة من العوامل المحلية والدولية التي تتآزر لتولد وضعاً استثنائياً يتطلب وقفة استثنائية ومعالجات سريعة وعاجلة. وأشار إلى صريح لنائب الأمين العام للمنظمة الدولية للسياحة أن السياحة تشهد إحدى أكبر النكسات في تاريخها وأن آفاق العام القادم مقلقة. وتناولت بقية الأوراق السبع الترويج والتسويق السياحي واستراتيجية الإعلام السياحي ورؤية القطاع الخاص للشراكة نحو ترويج المناطق السياحية وكذا النظام الآلي لإصدار التراخيص السياحية للمنشآت والمهن السياحية والمنصة المشتركة للحساب الفرعي ومسح الإنفاق السياحي. إلى ذلك قام رئيس الوزراء يوم أمس أثناء اللقاء بتكريم عدد من رواد العمل السياحي.
