شيع أكثر من 3000مصري في مدينة الإسكندرية بعد ظهر اليوم الإثنين جثمان مروة الشربيني "شهيدة الحجاب" التي قتلها الأربعاء الماضي متطرف ألماني من أصل روسي داخل محكمة في ألمانيا وبأحشائها جنين، وذلك سط هتافات وشعارات تطالب بالقصاص. وعمت موجة عارمة من الغضب صفوف الجالية العربية والاسلامية في المانيا، فيما أُقيمتصباح الأحد صلاة الغائب على روح الفقيدة بأحد مساجد العاصمة الألمانية برلين،أعقبتها مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات من أبناء الجاليات الإسلامية والعربية، أماممجلس بلدية مدينة 'نوي كولن'، منددين ب'التطرف والعنف، الذي يمارس ضدالمسلمين'. ولم يتسع مسجد القائد إبراهيم في محطة الرمل بالإسكندرية لكل من حضروا للصلاة على الفقيدة (32 عاما)؛ حيث صلى الكثير منهم في الميادين والشوارع المحيطة بالمسجد، قبل أن يتم دفن الجثمان في مقابر برج العرب. وكان الحضور الإعلامي والأمني لافتا، حيث حرصت كل القنوات الفضائية تقريبا على تغطية الجنازة التي شارك فيها مختلف أطياف الشعب، وحضرها السفير محمود حلمي ممثلا عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ونواب البرلمان عن الإسكندرية، وعدد من نواب جماعة الإخوان المسلمين، ومحافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب. وكان علوي قد أصيب بطعنات وجهها اليه مهاجر روسي في قاعة محكمة دريسدن بألمانياأثناء محاولته انقاذ زوجته من الطعنات التي وجهها اليها القاتل، كما انه أصيببطلقات نارية من سلاح شرطة المحكمة. وبعد غيبوبة استمرت ثلاثة أيام عرف بعدها بانزوجته قد فارقت الحياة انهمر علوي في بكاء حاد وهو يقول 'مروة ماتت ولم أتمكن منانقاذها'. وتجمع مئات من العرب أمام المستشفى الذي يرقد فيه الزوج علوي معبرين عنغضبهم الشديد من هذه الواقعة.
وفي جانب آخر اتهم أحد نواب مجلس الشعب المصري وزارة الخارجية المصرية بالتقصير والإهمال في حقوق المصريين بالخارج. وتابع مصطفى بكري قائلا في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت": إن "وزارة الخارجية لم تقم باللازم للحفاظ على كرامة المصريين بالخارج؛ حيث إنها لم تحتج أمام نظيرتها الألمانية على الموقف المتخاذل من شرطتها في تعاملها مع الجريمة التي وقعت تحت أعين القضاة، وحينما جاءت الشرطة أطلقت النار على زوج مروة بدل القاتل".
وطالب شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي، في تصريح بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسميةالاثنين، بتوقيع اقصى عقوبة على قاتل 'الشهيدة' مروة الشربيني حسب تعبيره. وقال انالقاتل 'ارهابي لابد ان توقع عليه العقوبة الرادعة حيث لا تتكرر مثل هذه الافعالالتي تخالف كل القيم الانسانية والاخلاقية الدينية'. ولكن شيخ الازهر اعتبر انه 'حادث فردي لا يعبر عن حالة عداء من الغرب تجاه الاسلام' وفي ألمانيا، أدان المركز الإسلامي المركزي والمركز اليهودي مقتل مروة، وقال المركزان في بيان مشترك اليوم: "إن الشهيدة راحت ضحية العنصرية والتطرف"، ونددا بهذا العمل الإجرامي. وكان جثمان مروة قد وصل إلى القاهرة مساء أمس مكفنا ومغسلا بعد أن صلى عليه مسلمو ألمانيا، وقضى ليلة أمس في المستشفى الألماني بالعاصمة المصرية القاهرة. وقرر المجلس الشعبي المحلي بمحافظة الإسكندرية إطلاق اسم مروة الشربيني على شارع في المدينة، وكذلك على أحد مراكز الشباب (نادٍ) على اعتبار أنها كانت بطلة رياضية. وكانت مروة قد سافرت قبل ست سنوات مع زوجها، المعيد في معهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية في دلتا مصر، إلى ألمانيا من أجل الدراسة، بعد أن حصل على منحة من معهد "ماكس بلانك"، وكان الزوج يستعد لمناقشة رسالته لنيل درجة الدكتوراه في أوائل أغسطس المقبل. وتعود بداية المأساة إلى نحو عام، عندما نشبت مشاجرة بين مروة ودبليو داخل إحدى الحدائق، فما كان من هذا المواطن إلا أن سب دينها، ووصفها بالإرهابية، وحاول نزع حجابها، فرفعت مروة دعوى قضائية، وحكم القضاء لها بتغريم المتهم 750 يورو، لكنه استأنف الحكم. وأثناء نظر القضية الأربعاء الماضي انهال عليها بنحو 18 طعنة في أنحاء متفرقة من جسدها، وحينما تدخل زوجها "علوي علي عكاز" (32 عاما) للدفاع عنها طعنه أيضا، ثم أطلق رجال الشرطة الرصاص على الزوج ظنا منهم أنه الجاني، حسب قولهم.