شارك مئات المصريين في مدينة الإسكندرية في تشييع جثمان "شهيدة الحجاب" مروة الشربيني التي قتلت طعناً على يد متطرف ألماني الأربعاء الماضي داخل محكمة بمدينة دريسدن الألمانية بسبب ارتدائها للحجاب. وشارك في الجنازة، التي شيعت من مسجد "القائد إبراهيم" في قلب الإسكندرية، عدد كبير من المسئولين على رأسهم وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي ووزير الاتصالات طارق كامل.
وقرر المجلس الشعبي المحلي بمحافظة الإسكندرية إطلاق اسم مروة الشربيني على شارع في المدينة، وكذلك على أحد مراكز الشباب (نادٍ) لكونها كانت بطلة رياضية، كما اقترح آخرون تغيير اليوم العالمي للحجاب من 1 سبتمبر إلى الأول من يوليو تاريخ استشهاد مروه.
وردد المشيعون هتافات معادية لألمانيا ، داعين الرئيس المصري إلى اتخاذ موقف حازم بشأن الحادث .
ونقلت العربية نت عن السفير المصري في ألمانيا رمزي عز أن نتائج التحقيقات قد تظهر بعد بضعة أيام، مشيرا إلى أن الجهات المصرية تطالب بالسجن مدى الحياة لقاتل السيدة المصرية.
وطالب شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، في تصريح بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية الاثنين، بتوقيع أقصى عقوبة على قاتل "الشهيدة" مروة الشربيني.
من جهته، أعلن السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية "أن النيابة العامة في ولاية سكسونيا الألمانية وجهت للمواطن الألماني المعتدي على مروة تهمة القتل العمد وطالبت بتوقيع أقصي عقوبة عليه وهي السجن مدي الحياة دون منح حق العفو".
وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية فى أول بيان صحفي الاثنين منذ وقوع الحادث "أن السفير المصري في ألمانيا تلقي اتصالاً من وزير العدل بولاية سكسونيا التي شهدت مقتل المواطنة المصرية مروة الشربيني حيث أعرب عن خالص عزائه بإسمه وبإسم حكومة الولاية، في مقتلها وشجب بشدة هذا الحادث مشيراً إلي أنه ترك ألماً عميقاً لديهم وأصابهم بالصدمة خاصة في ضوء حدوثه في ساحة المحكمة".
وأضاف"المتحدث أن الوزير الألماني أبلغ وزير الخارجية بثبوت تهمة القتل العمد ضد المواطن الألمانى ووجهت له رسميا تهمة القتل العمد."
وترجع وقائع الجريمة المأساوية كما يرويها طارق الشربيني شقيق الضحية إلى "أغسطس الماضي عندما طلبت شقيقتي من القاتل أن يترك الأرجوحة لابنها الصغير كي يمرح كغيره من الأولاد، فنظر إليها هذا القاتل نظرة استهانة ورفض ترك المرجيحة ودفع أختي على الأرض وسبها قائلاً لها "إرهابية"، واستعانت شقيقتي بشهود كانوا حاضرين ورفعت الأمر للقضاء الذي حكم لها بالتعويض بمبلغ 2800 يورو نظراً عما لحق بشقيقتي من ضرر بسبب الإهانة التي تعرضت لها، ما أثار القاتل فقام بطعنها بالسكين في ساحة المحكمة وكأنه لا يوجد من سيحاسبه".
وأضاف طارق الشربيني "التطرف ليس له دين فقد قتلت أختي لمجرد أنها محجبة، وهذا الحادث يكشف لنا أن التطرف لا يعرف دينا وليس صفة خاصة بالمسلمين".
وأكد "أن مروة شقيقتي الوحيدة ولديها ولد وحيد اسمه مصطفى، ويبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، وأنها كانت حاملاً في شهرها الثالث. آخر مرة زارت فيها مصر منذ 6 أشهر".
وأشار الشربيني "نحن لا نطلب سوى القصاص، وأختي لم تكن متشددة دينياً، كانت فقط ملتزمة بالصلاة وترتدي حجاباً وليس نقاباً، ولكنها قتلت بسبب التزامها دينياً".
وتبلغ مروة الشربيني من العمر 32 عاماً، وحاصلة على بكالوريوس صيدلة عام 2000، وكانت تعمل صيدلانية بألمانياً.
وكانت مروة الشربيني (32 سنة) قتلت طعنا بالسكين في قاعة محكمة بمدينة درسدن الألمانية الأربعاء الماضي كما أصيب زوجها علوي علي عكاظ في الحادث الذي وقع أمام أعين طفلهما مصطفى البالغ الرابعة من العمر.
وقتلت مروة على يد ألماني متطرف كانت أقامت ضده دعوى أمام القضاء الألماني بعد أن وجه لها إهانات بسبب ارتدائها الحجاب. وكانت مروة حاملا في الشهر الثالث.