تقولُ لنا الكيمياء: إن الوحدة بين غازي الهيدروجين والأوكسجين (1H + 2O) تنتجُ لنا عنصراً جديداً هو الماء الذي هو أساس الحياة. لكن الوحدة بين غازي الكربون والأكسجين (1C + O) تنتجُ عنصراً مختلفاً هو الفحم الذي هو وقود المصانع والمناجم وأحد ملوثي الطبيعة. وتقولُ لنا الكيمياء أيضاً: إن الوحدة بين الكلور والصوديوم تنتجُ الملح. لكن الوحدة بين اليورانيوم 235 والبلوتنيوم 239 تنتج عنصراً تسبب فِي إبادة 140.000 ألف نسمة فِي هورشيما «القنبلة النووية». وهذا هو المعنى الدقيق الذي أريدُ إيصاله: إن أي وحدة في الكون لا بد أن يكون الناتج منها مولوداً جديداً. فالماءُ ليس وحدةً اندماجيةً بين الهيدروجين والأكسجين فحسب. بل هو أفضل ما فِي المُتحِدين من صفات. والفحمُ ليس وحدةً اندماجيةً بين الكربون والأوكسجين فحسب. بل هو أفضل ما فيهما من صفات. كذلك الملح الذي هو أفضل ما فِي الكلور والصوديوم من صفات.. وهكذا. الوحدة حياة، شعار جميل قياسا بشعار الوحدة أو الموت. لعل قائله الدكتور ياسين سعيد نعمان أو الشيخ محمد أبو لحوم لا أذكر بالضبط. المهم أنه لا بد أن تدرك السلطة أن حماية الوحدة تكون بالعدل والمساواة وأن تقترن بالحياة مثل وحدة الهيدروجين والأكسجين الناتج عنها الماء.