في عشرينيات القرن الماضي مات كثير من البشر بسبب الأمراض الملوثة للمياه كالكوليرا وحمى التيفوئيد وغيرها، فكان التفكير في تعقيم المياه ضد هذا التلوث كله بمادة قاضية على كل هذه الميكروبات فكان الكلور.. ما هو الكلور ؟ غاز أصفر مخضر يوجد على شكل مركب سائل (هايبو كلورايد الصوديوم) أو بودرة يستخدم لتطهير المياه الملوثة لما له من قدرة على قتل الميكروبات نتيجة لسمومية هذا العنصر (أي الكلور) جنبًا إلى جنب مع الفلترة ومعالجة مياه الصرف الصحي. لكن هل انتهت المشكلة عند هذا الحد وأصبحت المياه نقية ؟!! لن نعرف هذا الأمر خلال معرفتنا كيف يقوم الكلور بتنقية المياه؟ آلية عمل الكلور عند إضافة الكلور يتفاعل أولاً مع الحديد والمنجنيز وكربيد الهيدروجين التي ربما تكون متواجدة في الماء والكلور المتبقي (الذي لم يتفاعل بعد) يتفاعل مع أي مواد عضوية أخرى موجودة في الماء بما في ذلك البكتيريا الضارة، وعند الانتهاء من هذا كله يتبقى جزء من الكلور في ماء الشرب، وهو ما يحسه الناس في منازلهم عن طريق الطعم والرائحة. الوجه الآخر للكلور والقضية لم تنته بعد فهناك بعض أنواع البكتيريا المسماة كربتوسبوريديوم والجارديا لها القدرة على مقاومة الكلور، والمشكلة الحقيقية تكمن في المواد الناتجة من تفاعل الكلور مع المواد العضوية التي قد توجد في الماء (كالأشجار المتحللة ومواد عضوية حيوانية وغيرها) تسى الترايهالوميثانات ( Trihalomethanes) واختصاراً (THMS) تكون مواد مسرطنة خصوصاً على الكلى والمثانة والمستقيم، وكذلك مواد الكلورفوم (chloroform) وهي الأخرى مسرطنة، ويكفي أن نعرف أن نسبة الإصابة بالسرطان ترتفع لأعلى من 93 % في الأشخاص الذين يستخدمون الماء المكلور. والماء المكلور الذي نتعرض له في الاستحمام لعشر دقائق يساوي شرب 8 كاسات من نفس الماء؟!! لأن شرب الماء يمر عن طريق الجهاز الهضمي فالإخراجي وفي الأخير يذهب جزء منه إلى الجسم عن طريق الدورة الدموية إما عن طريق دش الاستحمام فالماء الساخن يفتح مسامات الجلد فتأخذ الكلور مباشرة إلى الجسم .. إلى جانب أن المواد الكيميائية (بما فيها الكلور) التي يتم استنشاقها أثناء الاستحمام يفوق 100 مرة إثر شرب نفس الكمية من الماء.