دارت خلال الأسبوعين الماضيين معارك شرسة بين أتباع عبدالملك الحوثي ومسلحين قبليين ينتمون إلى قبيلة عياش في مديرية منبه بمحافظة صعدة شمال اليمن، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى ونزح المئات. ووفقاً لتقديرات وزارة الداخلية، فقد قتل نحو 27 من أتباع الحوثي، لكن الوزارة لم تذكر أعداد قتلى المسلحين القبليين.
واستعملت في الاشتباكات الأسلحة المختلفة، بينما لجأ الحوثيون أيضاً إلى نسف منازل خصومهم القبليين، كما أعلنت وزارة الداخلية أمس الأول الخميس.
وأدت الاشتباكات إلى نزوح المئات من أهالي منطقتي "المضة وجلحاء" بمديرية منبه، إلى مديريات أخرى آمنة، بينما نزح آخرون إلى داخل الأراضي السعودية عبر طريق "الرقو" الترابي للجوء إلى أفراد قبيلتهم (عياش) الممتدة إلى داخل أراضي السعودية.
ويقود مسلحي القبائل الشيخ يوسف أحمد دهباش، وهو نجل الشيخ أحمد دهباش الذي قتل في الجولة الرابعة من الحرب عام 2007، واتهمت أوساط قبلية حينها الحوثيين بالتورط في مقتل دهباش.
وبدأت الاشتباكات بعد رفض القبائل لتدخلات أتباع الحوثي المتكررة، ومحاولتهم فرض السيطرة على المديرية، إضافة إلى الخلاف السابق حول مقتل الشيخ أحمد دهباش. بحسبما قال مصدر محلي مطلع ل"المصدر أونلاين".
ولا يزال موقف جماعة الحوثي الرسمي غير واضح بشأن الأحداث حتى الآن. وحاول محرر "المصدر أونلاين" التواصل مع مكتب الحوثي لكنهم لا يردون على هواتفهم، إلا أن مصادر إعلامية نقلت نفى المكتب الإعلامي للحوثي حدوث مواجهات، الذي قال إن "ما حصل خلاف سابق تم احتوائه".
لكن جماعة الحوثي ذكرت في موقعها الإلكتروني (أنصار الله) قبل أسبوع، أن ما أسمتها بجماعة بن دهباش قتلت مواطنين اثنين في منطقة بني خولي الواقعة بين مديريتي قطابر ومنبه، لكنها لم تشر ما إذا كان القتيلان من أنصارها أم لا.
وقال الموقع "إن مجموعة من عناصر السلطة، جماعة بن دهباش، قامت بقتل اثنين من المواطنين في المنطقة (...) عندما نصبت كميناً وأطلقت النار عليهما دون أي سبب يذكر".
في سياق آخر، قال الحوثيون اليوم السبت إن حشوداً من "الجماهير المؤمنة" خرجت في مدينة ضحيان لتشييع جثامين 7 من قتلى الجماعة الذين قضوا نحبهم في منطقة جلحاء بمديرية منبه عام 2007 أثناء الجولة الرابعة من الحرب بين الحكومة والحوثيين.
وأضافت أن القتلى كانوا في عداد المفقودين، وأنه عثر على جثثهم خلال الأيام الماضية بعد بحث طويل، وتم نقلها إلى ضحيان معقل الحوثيين.