أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء عن قلقها من "التصعيد الخطير" لاعمال العنف في محافظة صعدة شمال اليمن قرب الحدود مع السعودية على رغم وقف اطلاق نار ابرم قبل تسعة اشهر مع المتمردين الحوثيين. وخلف احتراب قبلي بين المتمردبن الحوثيين وقبائل بمنطقة منبه عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات منذ اكثر من اسبوعين. وقالت مصادر قبلية في وقت سابق ل"الوطن" إن العشرات من المتمردين وآخرين من أتباع الشيخ يوسف دهباش لقوا حتفهم في مواجهات متقطعة تدور في مديرية منبه منذ أسبوعين، وان فريق الوساطة واحلال السلام فشل في احتواء تلك المواجهات حتى الآن. وأشارت المصادر إلى أن الطرفين المتقاتلين استعملوا في الاشتباكات الأسلحة المختلفة، في حين لجأ الحوثيون إلى نسف منازل خصومهم، كما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية. وأدت الاشتباكات إلى نزوح المئات من أهالي منطقتي: المضة وجلحاء في مديرية منبه إلى مديريات أخرى آمنة، بينما نزح آخرون إلى داخل الأراضي السعودية عبر طريق الرقو الترابي للجوء إلى أفراد قبيلتهم (عياش) الممتدة إلى داخل الأراضي السعودية. من جانبه قال الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين اندري مهاجيتش في تصريح صحافي اليوم الثلاثاء"قتل عشرون شخصا على الاقل واصيب اخرون بجروح في الايام العشرة الاخيرة في اسوأ اعمال عنف في شمال اليمن منذ توقيع وقف اطلاق النار في شباط (فبراير)". ووصف الناطق الوضع ب"التصعيد الخطير"، معلنا ان وكالات انسانية موجودة على الارض وشهودا اخرين افادوا ان مواجهات جديدة بين متمردين حوثيين شيعة وقبائل موالية للحكومة اندلعت في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) في محافظة صعدة (شمال غرب)، معقل المتمردين الشيعة. واثر اعمال العنف هذه، ارسلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عناصر الى الارض لتقييم حجم نزوح المدنيين وخصوصا في مناطق قريبة من المملكة العربية السعودية. وفي شباط (فبراير)، وقعت القوات الحكومية والمتمردون وقفا لاطلاق نار في شمال اليمن بعد تدهور الوضع على الحدود مع السعودية ما ادى الى الخشية من تفجر نزاع اقليمي. واثار تجدد المعارك في اب (اغسطس) 2009 بسبب النزاع المتواصل منذ 2004، حركة نزوح كثيفة في منطقة صعدة. ومن اصل 300 الف نازح، عاد 20 الفا فقط الى مدينة صعدة، بحسب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقال مهاجيتش: "نبقى قلقين للغاية بسبب استحالة الوصول (الى المناطق المتوترة) وبسبب الوضع الانساني في مناطق اخرى" من محافظة صعدة.