قال المعارض السياسي المقيم في بريطانيا عبدالله سلام الحكيمي إن ما جاء في وثائق ويكيليكس عن اليمن لا يمثل إلا ذروة سنام الجمل وأن ما خفي أعظم بكثير، لافتاً إلى إن الشارع اليمني والأحزاب وحتى الذين في الحكم فوجئوا بمضمون هذه الوثائق. لكنه استدرك بأنه لم يفاجئ على المستوى الشخصي كونه يعرف تماماً طبيعة السلطة الحاكمة في اليمن ويعرف مفاتيح شخصيات رموزها ومسئوليها. حد قوله. وكان موقع ويكيليكس المتخصص في نشر الوثائق الدبلوماسية الأمريكية السرية قد كشف في التسريبات الأخيرة أن الحكومة اليمنية غطت على ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار ضد تنظيم القاعدة، وزعمت أن القنابل كان مصدرها اليمن كما أشارت إلى أن الرئيس علي عبدالله صالح عارض مشاركة قطر في مؤتمر المانحين في لندن لأنها تعمل ضد اليمن حسب تعبيره..
وتضمنت وثيقة تفاصيل حديث دار بين الرئيس علي عبدالله صالح وديفيد بتريوس قائد القوات المركزية الأمريكية في يناير الماضي بعد غارات جوية استهدفت تنظيم القاعدة، وأبرز ما جاء فيها أن الرئيس علي عبدالله صالح أشاد بالغارات الجوية الأمريكية التي طالت عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية في ديسمبر الماضي.
وتعليقاً على ذلك، أشار الحكيمي في تصريحات أدلى بها لقناة بي بي سي أمس الأول إلى "إن النظام اليمني كان دائماً يتهم القوى المعارضة سواء أفراد أو أحزاب بأنهم عملاء لدوائر خارجية أو أنهم يعلمون ضد بلدانهم، لكن الذي ثبت أن السلطات الحاكمة هي من تفرط بالسيادة الوطنية، بل تتستر على ما يجري من قتل مواطنيها بمساعدات منها وهذه فضيحة".
وحول نفي الخارجية اليمنية لكل ما ورد في الوثائق وتشكيكها في دقتها، قال الحكيمي إن الرد الرسمي اليمني متوقع، ودائماً ما تكون ردود السلطات الرسمية على أي فضائح من هذا النوع بأن ذلك إما استهداف أو عداء لليمن أو أنه ليس دقيقاً في النقل. لكن الحكيمي أكد ثقته بأن ما نقلته الوثائق هي حقيقة ما حدث، مضيفاً "أنا يمكن أن أغفر للرئيس علي عبدالله صالح إذا ما تلاعب ببعض الألفاظ، لكن أنا لا أغفر لنائب رئيس الوزراء أن يقول بأنه مزح مزحه وكذب، هل يكذب على ممثلي الشعب، وهو شخص أكاديمي يدرس أجيال في الجامعة!".
واعتبر الحكيمي المساعدات المالية التي تلقاها اليمن من الولاياتالمتحدة والتي بلغت مائة وخمسين مليون دولار هذا العام، بأنها جزء من ثمن التعاون مع أمريكا. وأضاف قائلاً "من خلال تفحص الوثائق التي قرأت ترجمتها في موقع المصدر أونلاين اليمني، تبين لي أن الهدف الرئيسي للسلطة الحاكمة في اليمن هي أن تهول من شأن الإرهاب والقاعدة، فهي ترمي بالقاعدة في المحافظات الجنوبية لكي تخلط الأوراق بين الحراك السلمي الذي له مطالب، وبين الإرهاب الذي تمثله القاعدة".
وتابع قوله "هناك محاولة لإيهام العالم بأن الحراك الجنوبي هو القاعدة وهو الإرهاب، بينما القاعدة الآن بدأت تشتغل في شمال الشمال بمناطق الحوثيين، وسبق أن قلت في مقابلة لي على ال بي بي سي بأن النظام سيزرع القاعدة في شمال الشمال، وسنسمع قريبا أن النظام يوظف القاعدة من أجل أن يبني حرس جمهوري".