احتشد صباح اليوم الثلاثاء الآلاف من أبناء محافظة تعز إلى ميدان الشهداء للمشاركة في مهرجان جماهيري دعت إليه أحزاب المشترك بمناسبة الذكرى ال43 للاستقلال وذكرى الهجرة النبوية. وألقيت في المهرجان الذي حضره الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي وعدد من قيادات المشترك في محافظات عدن ولحج والضالع، كلمات من قبل قيادات حزبية، تمحورت في مجملها عن الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد على كافة المستويات. وإذ أشاد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي محمد غالب أحمد بمحافظة تعز وأدوارها النضالية، قائلاً "إنها مدرسة النضال والثقافة والعلم، وإذا تحركت تعز تحركت اليمن وإذا ضعفت ضعف اليمن كله". فقد دعا بالمقابل السلطة الحاكمة إلى الكف "عن الكذب على الدول المانحة وعدم التنصل من الاتفاقات الموقعة بين الأحزاب لاسيما اتفاق فبراير". لافتا إلى أن المشترك متمسك بخيار الحوار الوطني الشامل مع كافة أبناء الوطن ودون إستثناء. من جهته، هاجم رئيس اللقاء المشترك بتعز عبد الحافظ الفقيه السلطة، قائلاً "إنها لم تسرق المواطن لقمة عيشه فقط أو تسلبه حقوقه وحسب، ولكنها بممارستها وسياساتها وخلفيتها الثقافية في السلب والنهب والفيد سلبت حتى المناسبات الوطنية وادعتها لنفسها ونادت بها لذاتها وصادرتها لحسابه". وأضاف "لقد طال السلب والنهب الثورة والجمهورية والوحدة والاستقلال وأصبحت جميعها مرتبطة بالفرد وحكراً عليه وملازمة له وهو سطو على التاريخ والمبادئ وحق الشهداء وتضحياتهم والأحرار وجهادهم وكفاحهم ضد الاستبداد والاستعمار حتى حققوا النصر للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وانتزعوا الاستقلال الذي أمهروه بالدماء والتضحيات حتى تم طردهم من البلاد". وقال الفقيه إنه لمن السخرية أن يتحدث النظام اليوم عن الاستقلال في ظل انتهاكات تستهدف سياسات الوطن وتستبيح دماء المواطنين الأبرياء في المعجلة وأرحب وشبوة ومأرب وغيرها. وأشار إلى إن "سياسة الفرد والاستبداد عاجزة تماما عن تقديم نفسها كدولة تقيم النظام والقانون وتحمى الأرض والإنسان". وطالب الفقيه المجلس الأعلى للمشترك واللجنة التحضيرية للحوار بالإسراع في عقد مؤتمر وطني والتوجه إلى الشعب ليقول كلمته بنفسه ويخوض معركته السلمية حتى يتنصر وتُحقق السيادة للشعب، ويتوقف الانهيار الذي يكاد يعصف بحاضر ومستقبل اليمن". وألقى عبدالناصر باحبيب رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بمحافظة عدن كلمة عن المشاركين من خارج تعز. ودان في كلمته ما وصفها ب"خطاب السلطة المتشنج الهادف إلى إثارة الفتنة وإذكاء الصراعات الماضية بين المواطنين ونشر ثقافة الكراهية والحقد وبصورة مخالفة للدستور والقانون". وأكد باحبيب على حق المشترك في التمسك بكافة الاتفاقات الموقعة مع الحزب الحاكم وتوصيات الاتحاد الأوروبي بشأن إصلاح منظومة العملية الانتخابية وتطبيق القائمة النسبية والتعديلات الدستورية وتهيئة المناخات السياسية المتمثلة في إطلاق سراح كافة المعتقلين على ذمة الحراك وحرب صعدة وإطلاق حق الحرية في التعبير للمواطنين والصحافيين ووسائل الإعلام. وأعلن تضامنه الكامل مع صحيفة الأيام وأسرة تحريرها، مطالبا بالسماح بإعادة صدورها دون شرط أو قيد. وفي كلمة عن المرأة ألقتها جميلة أحمد محمد عضوة اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، فقد تحدثت فيها عن أهمية الديمقراطية البعيدة عن استغلال أصوات النساء وحسب، داعية إلى تمكين المرأة من كامل حقوقها كشريك رئيسي وفاعل في البناء والتحديث في البلاد. ودعا مشترك تعز في بيان عن المهرجان "الاستبداد بأن يأخذ عصاه ويرحل بعيداً"، قائلاً "إنه لا حرية ولا تقدم ولا استقرار مع وجوده وأن التحرر منه يحتاج إلى تجديد الثورة في نفوسنا وإحياء معاني النضال والتضحيات، لخوض نضال سلمي جماهيري شاق وطويل ينهي اختطاف الدولة ومصادرة الديمقراطية التي تدفع إلى انهيار الوطن".