قال مسؤولون في صناعة التأمين البحري يوم الثلاثاء ان شركات التأمين البحري في لندن وسعت النطاق الجغرافي للممرات المائية التي تعتبرها عرضة لخطر القراصنة الصوماليين حيث تشن العصابات المسلحة هجمات في مناطق أبعد في أعالي البحار. ومن المتوقع أن تزيد تلك الخطوة علاوات الخطر المضافة الى أسعار التأمين على السفن فيما يبين تزايد خطر القراصنة.
ويجني القراصنة الصوماليون عشرات الملايين من الدولارات من أموال الفدى التي يحصلون عليها من خطف السفن التجارية في المحيط الهندي وخليج عدن برغم الجهود التي تبذلها الاساطيل الحربية الاجنبية للحد من مثل هذه الهجمات.
وفي الاسابيع الاخيرة امتدت هجمات القراصنة جنوبا حتى تنزانيا ومدغشقر وشرقا حتى قرب سواحل الهند.
وقال نيل روبرتس وهو مسؤول فني كبير في لويدز ماركت أسوسييشن لرويترز "أصبح لدى القراصنة سفن كبيرة تنطلق منها هجماتهم لا شك في ذلك."
وأضاف "هناك سفن بعيدة المدى يمكنها أن تدعم عملياتهم في أماكن أبعد كثيرا عن ساحل الصومال."
ولويدز ماركت أسوسييشن اتحاد يمثل جميع شركات التأمين على السفن في سوق لويدز للتأمين.
وكانت لجنة الحرب المشتركة التي تضم أعضاء من لويدز ماركت اسوسييشن وممثلين من سوق شركات التأمين في لندن أضافت في الاسبوع الماضي خليج عمان ومنطقة أوسع في المحيط الهندي الى قائمة المناطق التي تعتبرها شديدة الخطورة على السفن التجارية والمعرضة للحرب والهجمات والارهاب والمخاطر ذات الصلة.
وقال روبرتس "هذا اقرار باتساع نطاق الخطر القائم. أصحاب السفن يفتقرون الى حد ما الى المساندة في المناطق الابعد."
وقال محللون ان صناعة الشحن البحري تواجه تكاليف متزايدة.
وقال جون دريك وهو مستشار كبير لتحليل المخاطر لدى شركة ايه.كي.اي. المحدودة "عدد حوادث الخطف يتزايد ومن الطبيعي أن تتقاضى شركات التأمين مبالغ اضافية كي يمكنها أن تتحمل ماليا زيادة تكاليف مطالبات التأمين."
وقال جي. بيتر فام وهو مستشار في شؤون الامن الافريقي لدى الحكومة الامريكية وحكومات أوروبية وشركات خاصة ان من المرجح أن تتعرض السفن التي تعبر غرب المحيط الهندي لزيادة في علاوات الخطر المضافة الى أسعار التأمين.
وتابع "اتوقع أن ترتفع تكاليف التأمين بسبب القرصنة بما يعكس هذا الخطر الفعلي في منطقة أكبر."
وعلى الرغم من الجهود الناجحة للتصدي للهجمات في خليج عدن تجد القوات البحرية الدولية صعوبة شديدة في احتواء القرصنة في المحيط الهندي نظرا لبعد المسافات.
وأدى هذا الى مخاوف متزايدة بين أصحاب السفن والبحارة الذين يشعرون بأن حياتهم مهددة حيث يشن القراصنة هجمات عنيفة على نحو متزايد.
وقال بيتر هينكليف الامين العام لغرفة الملاحة الدولية التي تمثل نحو 80 في المئة من صناعة النقل البحري في العالم "الخطر على البحارة الذين يتعين عليهم مواجهة تحدي نيران الاسلحة الصغيرة وخطر الخطف والاحتجاز لا يمكن قبوله."
وتؤيد بعض شركات الشحن وعدد متزايد من البحارة الاستعانة بحراس مسلحين من شركات الامن الخاصة على السفن.
وقال أندرو لنينجتون من اتحاد البحارة نوتيلوس انترناشونال "نحن لا نعارض الان الاستعانة بحراس مسلحين على السفن.
"فمع هذا الاتساع الهائل لمناطق القرصنة تزيد ضرورة تمتع البحارة بشكل ما من الحماية. لا تستطيع القوات البحرية أن تفعل أكثر مما تفعله بالفعل."