منظمة " عهد " تستنكر رفض السلطات السعودية تسليم جثة المغترب اليمني الدعيس وتطالبها بإقامة تحقيق مشترك لكشف أسباب الوفاة استنكرت المنظمة الوطنية لتعميق الانتماء والدفاع عن المغتربين اليمنيين " عهد "رفض السلطات السعودية الكشف عن ملابسات وفاة المعتقل اليمني سلطان محمد عبده الدُّعيس، الذي يعتقد أنه توفي تحت التعذيب في سجن القصيمجنوب المملكة العربية السعودية، مطلع الشهر الجاري.
وفي بلاغ صحفي قال رئيس المنظمة عبد الملك العصار إن منظمته تحصلت على معلومات تؤكد بان المغترب اليمني الدعيس تعرض لتعذيبٍ شديدٍ في سجن القصيم أدى إلى وفاته، بينما تحاول السلطات السعودية مساومة العائلة، للحصول على موافقتها في دفن جثمان الضحية بالأراضي المقدسة في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة".بحسب تقرير منظمة الكرامة.
وطالب عصار السلطات السعودية بضرورة التحقيق في الحادثة مع وفد قانوني وحقوقي وإنساني من قبل منظمة الدفاع عن المغتربين اليمنيين والمنظمات المحلية والدولية للتحري والتأكد من أسباب الوفاة من خلال تشريح جثة السجين الدعيس، محملا السلطات السعودية المسئولية الكاملة في حالة تهربها وتقاعسها بإقامة تحقيق مشترك لكشف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة المواطن اليمني المقيم في أراضيها.
وحذرت السلطات السعودية من اللجوء إلى المساومة لغرض تكميم الأفواه عن ما قالت أنها "جرائم يرتكبها رجال الامن السعودي في المواطنين اليمنيين المقيمين في أراضيها".
وأضاف البيان "في يوم 1 ديسمبر/ كانون ثاني، سُمح لأحد أفراد أسرة الدعيس بإلقاء نظرة سريعة على جثمان الضحية، بعدما أُبلغ رسمياً أن الوفاة كانت بسبب التهاب رئوي، ولكنه حين شاهدها لاحظ أن الضحية قد عُذّب بقسوة، وأن آثار التعذيب كانت واضحة على أجزاء من جسده".
وطبقاً لشهادات الأسرة، فقد أُلقي عليه القبض بتأريخ 27 أكتوبر 2006 في حي النسيم بالرياض على أيدي عناصر تابعة لجهاز المباحث العامة (المخابرات)، من دون مذكرة توقيف صادرة بحقه عن جهة عمومية، وظل رهن الاحتجاز التعسفي طيلة هذه المدة، لم يمثل خلالها أمام قاضٍ، وتعرض لأشكال مختلفة من التعذيب وسوء المعاملة.
وخلال هذه السنوات، نُقل الضحية عدة مرات إلى أماكن احتجاز مختلفة، حيث احتجز بادئ الأمر في سجن عليشة، ثم نُقل إلى سجن الحائر، ومنه إلى سجن القصيم، حيث يقبع العشرات، إن لم يكن المئات، من اليمنيين لسنوات من دون أي إجراءات قانونية.
وتعد هذه ثالث حالة وفاة تحت التعذيب يكشف عنها النقاب لضحايا يمنيين تعتقلهم السلطات السعودية، فقد سبق أن راسلت الكرامة الآليات الأممية بشأن كلٍ من "خالد أحمد حاتم، وسالم عبود باحنيف، الأول، أُلقي عليه القبض اعتقل في سجن ذهبان منذ أواخر نيسان/ ابريل 2008، ولفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة تعرضه للتعذيب في 31 آب / أغسطس 2008، أما الثاني، فقد توفي يوم 29 سبتمبر 2009 نتيجة ظروف اعتقال سيئة للغاية وإهمال طبي متعمد، أدى في نهاية المطاف إلى إصابته بالتهاب رئوي حاد ومن ثم وفاته.