قالت وزارة الداخلية إنها تجري حالياً التحقيق مع الناشطة الحقوقية توكل كرمان تمهيداً لإحالتها إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها. واتهم مصدر مسؤول في الوزارة كرمان ب"بتقويض السلم الاجتماعي" قائلا "إنه تم يوم أمس ضبط المدعوة توكل كرمان بناء على أمر من النيابة العامة وذلك بتهمة قيامها بإقامة تجمعات ومسيرات غير مرخصة لها قانوناً والتحريض على ارتكاب فوضى وشغب وتقويض السلم الاجتماعي العام". وحذرت الداخلية في بلاغ تلقى المصدر أونلاين نسخة الكترونية منه، من "من التنظيم أو الدعوة لأية مظاهرة أو مسيرة دون إتباع الإجراءات القانونية، والحصول على الموافقات اللازمة. وقالت إن أي مظاهرة لا تحمل ترخيصاً رسمياً تعد محظورة بموجب القانون وسيخضع المخالفون لذلك للمساءلة القانونية. وكانت مجموعة مسلحة بزي عسكري ومدني قد الناشطة الحقوقية توكل كرمان مساء أمس بصنعاء قبل أن تعلن وزارة الداخلية مسؤوليتها عن اعتقالها. وقالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" إن المجموعة المسلحة اعترضت طريق الناشطة كرمان أثناء عودتها رفقة زوجها إلى منزلهما. ونقل عن الخاطفين قولهم إنها حالياً في السجن المركزي بصنعاء وهو الأمر الذي لم يتم التحقق منه حتى الآن. بحسب منظمة صحفيات بلا قيود التي ترأسها كرمان. وقالت المنظمة إن المجموعة المسلحة صادرت هاتف كرمان وكمبيوترها المحمول، كما أن أنها لم تعرض أي أمر من النيابة يتم بموجبه القبض عليها. ويُعتقد أن اختطاف السلطات للناشطة توكل كرمان قد جاء على خلفية تزعمها لاحتجاجات طلابية ينظمها طلاب جامعة صنعاء وناشطون منذ الأسبوع الفائت وتطالب بتنحي الرئيس صالح عن الحكم. وكان موقع الحزب الحاكم قد نشر أمس الجمعة مقالاً بعنوان "الناشطة توكل دولار" تضمن سباً وشتماً للناشطة توكل كرمان على خلفية تزعمها احتجاجات تطالب صالح بالرحيل عن السلطة. وتداولت المقال ذاته مواقع وصحف تتبع الحزب الحاكم ومقربة منه. وتوكل عبدالسلام كرمان هي عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح وكاتبة وناشطة حقوقية معروفة، كما أنها ترأس منظمة صحفيات بلا قيود. وتعد توكل كرمان أحد أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في اليمن وهي ابنة السياسي والقانوني المعروف عبد السلام خالد كرمان. ساهمت توكل في كتابة العديد من التقارير حول الحريات الصحفية ، والفساد في اليمن، كما قادت كرمان العديد من الاعتصامات والتظاهرات السلمية والتي تنظمها اسبوعياً في ساحة أطلقت عليها مع مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في اليمن اسم "ساحة الحرية". وأضحت ساحة الحرية مكانا يجتمع فيه عديد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين وكثير ممن لديهم مطالب وقضايا حقوقية بشكل أسبوعي للتضامن مع سجناء حرية الرأي والسجناء السياسيين، فضلاً عن التضامن مع فئات مظلومة. وتعد قضية الجعاشن أبرز القضايا التي قادت كرمان حملة تضامنية معهم.