علم "المصدر أونلاين" من مصادر متطابقة، أن أوامر عليا صدرت بتشديد الإجراءات الأمنية على الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية خوفاً من حدوث أعمال شغب قد تطالها على خلفية التوترات التي تعيشها البلاد وتصاعدت تدريجياً منذ الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي منتصف هذا الشهر. وأكدت المصادر أن قوات الأمن المعززة بالآليات الثقيلة، بدأت أمس الاثنين بعملية انتشار واسع على مداخل وبوابات وعمق الوزارات والمصالح الحكومية الهامة، والشوارع المحيطة بها.
وشكا عدد من الموظفين من المبالغة في تلك الإجراءات الأمنية، لدرجة أن صدرت أوامر بإغلاق أبواب الوزارات والمصالح والمؤسسات طوال فترة الدوام اليومي، مانعة الدخول أو الخروج إلا بأوامر وتصريحات مكتوبة، الأمر الذي أعاق تصريف الأعمال لاسيما في بعض الوزارات والمصالح الخدمية.
وبحسب مراقبين فإن تلك الإجراءات، تعكس تخوفاً كبيراً لدى النظام من احتمالية أن تتصاعد المظاهر الاحتجاجية خلال الأيام القادمة، محاكاة لانتفاضة تونس التي بدأت عبر مظاهرات صغيرة في مجموعة من المدن الرئيسية، ثم كبرت ككرة الثلج، حتى بلغت ذروتها خلال شهر واحد برحيل الرئيس التونسي.
وتأتي هذه الإجراءات الأخيرة في الوزارات بعد أيام قليلة من مشاهدة انتشار أمني واسع على غير العادة داخل جامعة صنعاء ومحيطها ومداخل ونقاط وجولات وشوارع أمانة العاصمة الرئيسية. حيث فرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً على الجامعة ومنعت طلابها من تسيير المظاهرات المنادية بتحسين الأوضاع المعيشية وإصلاح الاختلالات القائمة في النظام السياسي، والقضاء على الفساد المستشري والمنظم، وطالبت برحيل الرئيس ونظامه، رافضة أية تعديلات دستورية من شأنها أن تطيل بقاءه أو تمهد للتوريث. وبحسب مصادر طلابية فإن قوات الأمن اعتقلت مجموعة منهم لم يعرف مصيرهم حتى الآن.
كما تأتي تلك الإجراءات تزامنا مع تصريحات الرئيس الأخيرة أثناء حضوره ونائبه مع عدد من مسئولي الدولة التنفيذيين، الأحد الماضي، المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة والأمن تحت شعار (تعزيز جاهزية القوات المسلحة والأمن وتطوير قدراتها الدفاعية والأمنية). حيث حمل الرئيس، في خطابه، المؤسستين العسكرية والأمنية مسئولية الحفاظ على الأمن والاستقرار، مركزاً، في مواضع عدة على من قال إنهم يسعون لتخريب البلاد عبر الفوضى الخلاقة حسب وصفه. وقال إن اليمن ليست تونس، في إشارة إلى ما يمكن أن يحمله تسونامي الثورة التونسية إلى اليمن، من رغبة في التغيير عبر الشارع.
واعتبر الرئيس أن خطابه أمام المؤسسة العسكرية عبارة عن رسالة يوجهها للشعب بضرورة أن تتحمل هذه المؤسسة كامل المسؤولية للحافظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.
وفي السياق، نظمت أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) مجموعة من المهرجانات في عدد من المحافظات، شنت خلالها هجوماً كبيراً على النظام والسلطة، ودعت إلى تمثل الثورة التونسية.
وتعد المعارضة لمهرجانات متفرقة في العاصمة صنعاء يوم الخميس المقبل، كما من المتوقع أن تتواصل تلك المظاهر الاحتجاجية إلى كافة محافظات الجمهورية.