شهدت محافظة الضالع اليوم الخميس فعاليتين منفصلتين أحدهما للحراك الجنوبي في مدينة الضالع حضره الآلاف، والآخر مهرجان حاشد لتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض في إحدى الساحات بالقرب من مبنى المحافظة في منطقة سناح. مهرجان المشترك الذي حضره الآلاف، وحالت الحواجز الأمنية دون وصول عدد كبير من المشاركين من مديريات "دمت وجبن ومريس"، كما حاول عناصر في الحراك منع وصول أبناء مديرية الحشاء، حيث اصطدموا بمجاميع من المسلحين الرافعين للإعلام التشطيرية وتعرضت بعض سياراتهم للاعتداء وقد اضطرت جماهير المشترك من أبناء الحشاء لإقامة مهرجان على مداخل الضالع.
وأقيم مهرجان كبير في "سناح" وآخر في قعطبة لمن لم يستطيعوا الوصول إلى المهرجان المركزي.
مهرجان المشترك تحدث فيه الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني منصور أبواصبع معلقاً على الأحداث الساخنة الجارية في مصر، وقال إن ما يجري هناك "اقتلاع للدكتاتورية والظلم في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج".
وأضاف ان اتجاه الجماهير اليمنية اليوم هو من أجل تغيير النظام "الذي لم يسمع لا حوار ولا نصيحة إلا بعد الهبة الشعبية".
وأبدى أبو أصبع أمله في وقوف الحراك الجنوبي إلى جانب أحزاب المشترك في النضال السلمي من أجل التغيير، وحتى لا تجرهم السلطة إلى العنف.
وأكد أبو أصبع تبني المشترك للقضية الجنوبية بشقيها السياسي والحقوقي وهو ما أكدته وثيقة الإنقاذ الوطني. حسب تعبيره.
من جانبه، قال سكرتير الدائرة السياسية لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة الضالع فضل الجعدي إن الشعب اليوم يختتم المرحلة الأولى من الهبة الشعبية بمهرجانات جماهيرية في كافة محافظات الجمهورية، مبشرا بربيع الشعوب الذي قال إنه "بدأ من تونس الحبيبة وهاهي زهوره تتفتح في اليمن وأنتم أيها الأحرار من سيجني ثماره بصمودكم في ساحات وميادين النضال السلمي وتتصدرون الصفوف وتقضون مضاجع الطغاة وتجار الحروب ومصاصي دماء الشعوب".
وأضاف عضو اللجنة المركزية للاشتراكي في كلمة مشترك الضالع إن ما أعلنه الحاكم في خطابه الأخير أصبح غير مجدياً أمام مطالب الشعب المطالبة بالتغير ورحيل النظام.
وكانت عناصر في الحراك حاولت الالتحام بجماهير المشترك، إلا ان الوقت حال دون وصولهم منطقة سناح وانفضت جماهير المشترك بعد انتهاء المهرجان وتوجهت بمسيره نحو مدينة قعطبة حيث خاطبها البرلماني عبدالخالق بن شيهون بقوله: "إن ما حدث في تونس ومصر علامة بشر وخير وها نحن هنا نقول بملء الفم لا للظلمة والطغاة التي قربت أيامهم".
وأضاف: "يهددوننا بالجيش والأمن ونحن نقول لهم بأن الجيش والأمن من الشعب ومنه وفيه، فهم يكتوون بنار الظلم والفقر والجوع وأبناء القوات المسلحة سيكونون معنا في وجه الظالم وسنسير معهم في التغيير".
وأشار البرلماني بن شيهون" إلى الحروب الستة التي شهدتها محافظة صعدة، وحصدت أكثر من 3 آلاف قتيل ونحو 13 ألف جريح، وفي المحافظات الجنوبية سقط المئات من المطالبين بحقوقهم، قصفت البيوت في المدن، إضافة إلى حصار عسكري في ردفان والضالع "لا لشيء إلا لأنهم يريدون العيش بحرية وكرامة". حسب تعبيره.
ووصف قيادات النظام ب"العملاء"، وقال إنهم باعوا أوطانهم وتوطئوا مع الأمريكان لضرب الأبرياء في المعجلة بأبين، وأردف "سنكون جميعا حتى يسقط النظام الفاسد".
وختم البرلماني بن شيهون بتأكيده على رفض الشعب للتوريث والتمديد والتعديلات الدستورية و"الانتخابات المزورة".
وكانت قوات الأمن والجيش قد انتشرت بكثافة على طول الطريق العام "صنعاء – عدن" واستحدثت عدداً من النقاط في منطقة مريس ونقيل الشام ومدخل مدينة قعطبة وأمام منطقة خوبر، ومنعت دخول المشاركين في المهرجان من أبناء مديريتي دمت وجبن وحرمانهم من المشاركة في المهرجان، وقد اضطر الكثير من المشاركين إلى ترك سياراتهم والمشي على الأقدام من نقيل الشيم إلى قعطبة برغم التهديدات وإطلاق النار في الهواء من قبل أفراد الأمن في محاولة لترهيبهم.
وفي تصريح لقيادي في المشترك، قال إن العناصر الذين حاولوا الاعتداء على مهرجان المشترك "لم يكونوا من الحراك السلمي، وان كانوا رافعين أعلام التشطير ويهتفون للجنوب"، وأضاف "تأكد لنا بالدليل القاطع أنهم يتبعون أجهزة السلطة وتم التعرف على جندي يتبع الأمن وضابط يتبع الجيش، والأدهى ان الأجهزة الأمنية المحيطة بمكان المهرجان سمحت لهم بالدخول ووقفت موقف المتفرج بينما وقفت حاجز صد دون دخول ابنا دمت وحالة دون دخولهم عاصمة المحافظة". حسب قوله.