قال حاخام اليهود في اليمن يحيى يوسف ان المماطلة في حل قضية الفتاة "ليه" التي اختطفت وتم تزويجها من أحد أبناء المسلمين رغم أنها على ذمة رجل يهودي، جعلت اليهود يفكرون جدياً بالهجرة إلى إسرائيل خوفاً على بناتهم من أن يتعرضن لما تعرضت له "ليه". وأكد الخاخام يحيى يوسف – في حلقة نقاش نظمتها منظمة التغيير اليوم الاثنين بصنعاء حول "اليهود ودور منظمات المجتمع المدني في حمايتهم" - إلى أن أعداداً كبيرة من الذين هاجروا إلى إسرائيل يتمنون زيارة بلادهم الأول اليمن ويتغنون به ويعتبرون هجرتهم "غربة" للبحث عن لقمة العيش، لكنه أشار إلى إن اليهود في اليمن يواجهون تهديدات مما أضطرهم إلى إغلاق بعض بيوتهم ومحالهم خوفاً من تكرار حادثة قتل "ماشا النهاري". ولفت إلى الحوثيين الذين قال إنهم حرضوا ضد الأقلية اليهودية في صعدة بعد أن كان التعايش بينهم والمسلمين في أحسن حال. مشيداً بتوجيهات الرئيس – التي لم تنفذ حسب الحاخام- بصرف مساكن ومبالغ مالية لأبناء الطائفة اليهودية النازحين من صعدة وعمران إلى العاصمة صنعاء. وأشار إلى إنهم يحظون برعاية جيدة في المدينة السكنية وأن الجهات المعنية تتجاوب مع شكاويهم، وكشف عن نقل ضابط أمن المدينة إلى مكان آخر بعد أن قدم اليهود به شكوى إلى مدير المدينة نتيجة تعرضهم للمضايقات على يدي الضابط المذكور.
قصة الفتاة "ليه" من جهته طالب سعيد الناعطي والد "ليه" والذي حضر بصحبة زوجته بإحضار ابنته واستنطاقها أما الناس ومعرفة رأيها حول الإسلام، وقال: "أريد أن أسألها لماذا لم تسلم إلا بعد الزواج ، لماذا لم تسلم قبل أن يخسروا عليها "، واستنكر ما أسماه ب "زواج العشق"، مشيراً إلى أنها أخذت الأموال والذهب التي حصلت عليها من زوجها اليهودي قبل أن تتمكن من الفرار. واستغرب من عملية تزويجها بمسلم رغم أنها على ذمة رجل آخر يهودي ، قائلاً: "أعراضنا مصانة مثل أعراض المسلمين ، ولا يجوز لا في دين موسى ولا دين محمد أن تتزوج المرأة أكثر من رجل". اليهود مواطنين من الدرجة الثانية وحول دور منظمات المجتمع المدني في حماية الطائفة اليهودية اليمنية ومناصرتهم في قضاياهم، تحدث باسم الحاج عن القوانين اليمنية التي قال إنها تتعامل مع اليهود كمواطنين من الدرجة الثانية، لافتاً على سبيل المثال إلى إن نصوصاً قانونية تمنع ترشح اليهود لمنصب الرئاسة أو حتى المجالس المحلية. وانتقد الحاج الأحزاب السياسية لعدم تضمينها بنوداً تتعلق بحماية الأقليات، مطالباً بتفعيل "خط ساخن" لاستقبال شكاوى هذه الفئة، وكذلك استيعاب أفراد اليهود في الفعاليات والبرامج التدريبية كنوع من رد الاعتبار لليهود الذي وصفهم بالفئة المقصية سياسياً واجتماعياً. من جهته، انتقد عبدالباري طاهر نقيب الصحفيين الأسبق حادثة تزويج الفتاة اليهودية ليه برجل مسلم بعد أن كانت تزوجت يهودي، وقال إن ما جرى لها عملية اختطاف واغتصاب وتعتبر جريمة كبرى، كاشفاً عن وجود جهات لم يسمها تعقد صفقات لمضايقة اليهود وجعلهم يقررون الرحيل عن اليمن.