أخواتي الكريمات، يا حفيدات أروى وملكة الحكمة بلقيس، يا سليلات من وصفهم خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم برقة القلوب ولين الأفئدة... سلام من الله عليكن ورحمته وبركاته.. فهذه رسالة من إحدى بنات اليمن اللاتي ما برحت اليمن تعيش في جنبات أرواحهن في كل ساعة من سنوات الغربة الطويلة تستحلفكن بالله أن تؤدين دوركن في حماية هذا البلد المنكوب من حمم وويلات الصراع. أخواتي، لقد عُرف عنكن الرشد وتمثل القيم اليمنية المحافظة في أرقى أشكالها. وأنتن اليوم أمام مسؤولية عظمى سيذكرها لكن التاريخ كما ذكر مناقب أمهاتكن من قبل. إننا نعيش لحظة بلحظة ما يحدث في ليبيا الشقيقة من التنكيل بشعبها وسفك دماء أبنائها في سبيل الكرسي. ونبتهل إلى الله أن يلهم الأخ الرئيس أن يبدأ من حيث انتهى الناس لا من حيث بدأوا فالسعيد من اتعظ بغيره. فلتشرن عليه أن التغيير سنة الحياة وأن النزول عند إرادة الشعب لن يورثه إلا الكرامة والعزة وأن قهر الشعب ومعاندته لن تورثه إلا الضعة والهوان. وأن الجموع التي تخرج تأييدا له، إما بالإغراء أو التهديد أو الخوف من عواقب التغيير، سينفضون من حوله إذا حانت ساعة الحساب. ولنا عبرة في الجموع التي خرجت تدعم الطاغية القذافي في أولى أيام التظاهر ثم لم يبق منها إلا القليل حينما اشتبك الحق والباطل. فلتخبرنه أن الشعوب إذا خرجت تطلب حقها فلن يرجعها التنكيل والذبح بل يزيدها ذلك إصرارا وعزما وما يحدث في ليبيا خير دليل، فإلى أي مدى تصل المكابرة في فهم سنن التاريخ؟ ولماذا الإصرار على تكرار مشهد دام تابعناه في دول شقيقة بعيون دامعة وقلوب مبتهلة بأن ينصر الله المستضعفين ويذل ويخسف بالطغاة المتجبرين؟ أخواتي الكريمات، هل يرضيكن أن يعيش أهلكن، شعب اليمن، ما عاشته الشعوب الشقيقة من أيام رعب واقتتال من أجل كرسي فان؟ هل يرضيكن، وأنتن الأمهات والأخوات والبنات، أن ييتم الأطفال وترمل النساء وتثكل الأمهات ويقتل الآباء والأبناء بسبب متعة الحكم الزائلة؟ هل يرضيكن أن يتحمل أبناء أهلكن من أهل اليمن الطيبة مآسي الاقتتال والمذابح في الأزقة والشوارع؟ استحلفكن بالله أن يكون لكن موقف بقدر الظرف المهول والخطر الذي يلوح لبلادنا فتنصحن الأخ الرئيس وأقربائكن الماسكين بمفاصل الدولة أن الخروج طواعية من الحكم في هذا الظرف العصيب هو أكرم وأشرف لهم وسيخلد ذكرهم في التاريخ موصوفين بالرشد والحكمة كما سيخلد ذكر الطغاة من أمثال القذافي وأعوانه باللعن والخزي والعار، ولَعذاب وغضب الله أشد وأنكى وأخزى. فلتهمسن في آذانهم بأن اليمن ملك لشعبها وليست إقطاعية لحاكم أو لأسرة مالكة ترثها جيلا بعد جيل. أشرن عليهم أن لا يصدقوا بطانة السوء الذين يزينون لهم المكابرة على الباطل ويزيفون الواقع المزري لبلادنا فهؤلاء لا يهمهم إلا مصالحهم من وراء تزييف الواقع والحقائق ولن ينفعوا حينما تحين ساعة الصفر ويطلب الشعب محاكمة قاتليه وجلاديه وناهبيه ولن ينفعوا يوم يقف كل مسؤول أمام الله يسأله ويحاسبه عن كل نفس أزهقت بدون وجه حق وعن كل قطرة دم سالت بالظلم والجبروت. وأخيرا فهذه نصيحة لوجه الله لا أبتغي من ورائها إلا إرضاء الله وإبراء الذمة فإذا وجدت لها مكانا في قلوبكن وعقولكن وكنتن ناصحات للأخ الرئيس ولأقربائكن من المسؤولين فسيذكر ذلك لكن التاريخ وسيشهد العالم ويقر بشهادة رسول الله صلى الله عليه لنا بأننا أهل الحكمة والإيمان وسيجعل الله في ذلك خير ختام لاثنين وثلاثين سنة في سدة الحكم.