الديمقراطية ليست صناديق الاقتراع كما يرددها الرئيس صالح، وليست خطابات وشعارات، الديمقراطية هي أداة إنسانية تجلب للناس السعادة والرخاء والأمن والاستقرار في ظل حياة كريمة تسودها المساواة والعدالة الاجتماعية، عدالة في توزيع الثروة بين أبناء الوطن الواحد، وعدالة في توزيع الوظائف بين أبناء المحافظات. والديمقراطية ليست أقوال بل هي سلوك وأفعال، فالشخصية التي تؤمن بالديمقراطية تدير الصراع السياسي والاجتماعي بشكل سلمي، ولا يلجأ إلى القوة لأنه يخاف من ممارسات تؤذي الغير، فهو دائما يفسح مجالا للجميع للنقاش الحر والاتجاه إلى العقل لإقناع الآخرين، يحترم إرادة الشعب فأساس الديمقراطية احترام الإنسان وإعطائه قيمة. الشخص الذي يؤمن بالديمقراطية، لا يحب القتل والصراع بين الناس، السؤال الذي يطرح نفسه: من هو المستفيد من الديمقراطية التي يتشدق بها النظام القائم؟ المستفيدون كتل وشلل وأسر نهبوا ثروة أجيال وباعوها بأبخس الأثمان ونهبوا أراضي البلاد والعباد وبنوا في أعالي الجبال وقمم التلال وبنوا أفضل القصور والفلل والمدن السكنية والفنادق الضخمة ولديهم المؤسسات والمصانع ومليارات الدولارات في بنوك أمريكا وسويسرا والدول الأوروبية والعربية. كنا نتوقع بعد تحول اليمن إلى دولة ديمقراطية أنه سوف يقضى على الفساد وعلى المرض والفقر ولكن وجدنا العكس، تفاقمت ظاهرة الفساد وانتشر في كل مفاصل الدولة وتمزقت الهوية اليمنية وزاد الصراع والاحتقان الاجتماعي في المحافظات الجنوبية، ستة حروب في صعدة خلفت ما يقارب عشرة آلاف قتيل وجريح، عشرات المليارات أنفقت في هذه الحروب، تشتعل هذه الحروب بالتلفون وتقف بالتلفون، هل هذه الديمقراطية؟ الديمقراطية في اليمن مزورة، لأنها لم تنعكس على تحسين الظروف المعيشية للناس، ولا في تحسين التعليم والصحة، انتشرت الأمراض الخطرة والمزمنة منها أمراض السرطان والفشل الكلوي والكبد البائي وحمى الضنك وغيرها من الأمراض. باسم الديمقراطية المزورة أوصلوا اليمن إلى ما هو عليه فالديمقراطية في اليمن يموت الشعب ويحيى الزعيم.