أعلنت البحرين أن طلائع قوات "درع الجزيرة المشتركة" بدأت بالوصول إلى أراضيها التي تشهد صدامات كبيرة استهلتها بالدعوات للتغيير السياسي، قبل أن تتطور إلى اشتباكات ذات طابع مذهبي بين السنّة والشيعة، وأكدت المنامة أن القوات الخليجية تعمل بموجب اتفاقيات التعاون الدفاعية المشتركة، للمحافظة على "الأمن والاستقرار." وجاء في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء البحرينية: "نظراً لما تشهده مملكة البحرين من أحداث مؤسفة تزعزع الأمن وتروع الآمنين من المواطنين والمقيمين وانطلاقا من مبدأ وحدة المصير وترابط أمن دول مجلس التعاون على ضوء المسؤولية المشتركة لدول مجلس التعاون في المحافظة على الأمن والاستقرار التي هي مسؤولية جماعية." وتابع البيان: "باعتبار أمن واستقرار دول المجلس كلاً لا يتجزأ، بمقتضى اتفاقيات التعاون الدفاعية المشتركة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تثبت وتؤكد أهمية حفظ الأمن والاستقرار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل ازدهار المنطقة والمحافظة على مكتسباتها وأمنها واستقرارها وردع كل من تسول له نفسه الإخلال بأمنها وزعزعة استقرارها وبث الفرقة بين مواطنيها، والذي يعد انتهاكاً خطيراً لسلامة واستقرار دول مجلس التعاون، وإضراراَ بأمنها الجماعي." وناشدت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين (القوات المسلحة) كافة الأخوة المواطنين والمقيمين ب"التعاون التام والترحيب بإخوانهم من قوات "درع الجزيرة" المشتركة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية." وعرض التلفزيون البحريني الرسمي صوراً مباشرة لدخول القوات الخليجية، ظهرت فيها قوافل تضم عربات مدرعة عليها رشاشات متوسطة، وسيارات رباعية الدفع. وكان الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين قال لCNN إنه "يراقب الوضع في البحرين" وقد أمر عناصره بالبقاء بعيداً عن المظاهرات والمناطق التي تحدث فيها، مضيفاً أن الاحتجاجات "غير موجهة للوجود الأمريكي،" في الوقت الذي أكدت فيه السعودية، بشكل غير مباشر، المعلومات التي تشير إلى دخول قوات تابعة لها إلى البحرين. وقال بيان مجلس الوزراء السعودي، تلاه وزير الإعلام، عبدالعزيز خوجة، إن مجلس الوزراء "تجاوب مع طلب البحرين الدعم" بمواجهة تهديدات الأمن التي تواجهها المنامة. وقال البيان إن المجلس استعرض "جملة من التقارير حول تطورات الأحداث في المنطقة والعالم، وجدد مواقف المملكة الثابتة منها،" وفقاً لوكالة الأنباء السعودية كما شدد على ما تضمنه بيان المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من "تأكيد على رفض دول المجلس وشعوبها جملة وتفصيلاً أية محاولات للتدخل الأجنبي في شؤونها وأنها ستواجه بحزم وإصرار كل من تسول له نفسه القيام بإثارة النعرات الطائفية أو بث الفرقة بين أبناء المجلس ودوله أو تهديد أمنه ومصالحه وأن أي إضرار بأمن دولة من دوله يعد إضراراً بأمن جميع دوله .. وفي هذا الإطار أكد مجلس الوزراء تجاوبه مع طلب البحرين الدعم في هذا الشأن." وكان وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، قد قال على صفحته في الموقع الإجتماعي "تويتر"، الاثنين، إلى تواجد قوات عسكرية تابعة لدول مجلس التعاون الخليجي في المملكة، في تصريح أعقب تجدد المواجهات بين قوات الأمن البحريني ومحتجين، الأحد، نجم عنها إصابة أكثر من ألف بجراح. ولم يكشف الوزير عن تفاصيل داعياً وسائل الإعلام إلى ترقب إعلان رسمي في هذا الشأن. ولم تصدر الحكومة البحرينية أي إعلان رسمي بالنفي أو التأكيد لتقارير أشارت إلى أن قوات مجلس التعاون الخليجي سوف تدخل البحرين تباعاً الاثنين. وتزامن التطور مع دعوة كتلة المستقلين النيابية في البحرين، الاثنين، الملك، حمد بن عيسى آل خليفة، لفرض الأحكام العرفية وتدخل قوة دفاع البحرين لدرء فتنة طائفية وحقن الدماء. وطلبت الكتلة في بيان نقلته وكالة أنباء البحرين الرسمية "بنا"، إعلان الأحكام العرفية بمرسوم ملكي لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر استنادًا إلى المادتين (36 - فقرة ب)، و(123) من دستور مملكة البحرين، وفرض حظر التجوال وتكليف قوة دفاع البحرين بالانتشار في مختلف مناطق وشوارع المملكة. وقالت عضو مجلس الشورى البحريني، الدكتورة ندى حفاظ، وجود القوات السعودية في بلادها "جاء لدعم النظام والتهدئة، بينما فرض ذلك حالة من ردود الفعل المتباينة، بين الناس التي تريد التهدئة وآخرين ممن يختلفون في الطريقة التي تتم بها هذه التهدئة." وأضافت في تصريح لCNN بالعربية، أن "البحرين تعيش حالة من انعدام التوازن، يشبه المتاهة، واختلطت الأمور وانقسمت القصص والأخبار إلى نوعين مختلفين لحدث واحد، حسب وجهة النظر التي تتناوله، وحدث في الشارع البحريني انقساماً وجرحاً عميقاً، قد يكون أعمق بكثير من حلم تحقيق الديمقراطية نفسه." وأشارت إلى أنها شخصياً "واحدة من بين الذين كانوا يطالبون بالديمقراطية، بينما لا نريد عنفاً في سبيل تحقيقها، والوضع الآن في الشارع البحريني يشهد المزيد من الحقد المخيف بين عنصرين من عناصر بناء النسيج المجتمعي (السنة والشيعة)." وأوضحت "حفاظ" التي كانت تشغل منصب وزير الصحة في المملكة الخليجية، في وقت سابق، أن بلادها "في أمس الحاجة حالياً لتقديم تنازلات من جميع الأطراف، والاستماع إلى المبادرات التي يقودها ولي العهد البحريني نحو الإصلاح وتحقيق مطالب الأمة، ولا داعي للتعصب بالصورة التي ترفض الحوار." وأبدت قلقها من تدخل القوات الخليجية مع نظيرتها البحرينية بشكل قد يتسبب في اشتباكات مع هؤلاء المعتصمين في (دوار اللولو) من المعارضين،" موجهة دعوتها إلى من سمتهم "جمعيات المعارضة الناضجين، لبدء الحوار الحقيقي في البلاد. من جهة أخرى، قال عضو مجلس النواب البحريني، حسن الدوسري، "نريد أن تأتي قوات درع الجزيرة وتخرج من البحرين مكرمين، فيما لا نتمنى أن يضطروا للتدخل في عمليات بالبلاد." ودعا الدوسري في تصريحات للتلفزيون الرسمي البحريني، الاثنين، المواطنين والمقيمين في المملكة إلى المبادرة بالترحيب بقوات درع الجزيرة، مشيراً إلى أن القوات التي تدخلت "هي قوات خليجية، لمن يشكك في أنها غير ذلك." وفي تطور آخر، سد محتجون، بلغ عددهم نحو مائة، الطريق المؤدي إلى "مرفا البحرين المالي" بالحواجز ما أدى لإغلاق المقاطعة المالية، وفق شاهد عيان لCNNوالأحد، تجددت المواجهات بين المعارضين والمؤيدين للحكومة البحرينية مما أسفر عن سقوط قتيل واحد على الأقل، هو الثامن منذ اندلاع الاحتجاجات في المملكة الخليجية، بالإضافة إلى جرح نحو 20 آخرين. كما أعلن ولي العهد، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، موافق الحكومة على الشروط السبعة التي أعلنتها المعارضة، تمهيداً للحوار بين الجانبين. وشدد ولي العهد البحريني، على أن "أمن البحرين، وسلامة مواطنيها، ووحدتهم الوطنية، لم ولن يكونوا محلاً للمساومة من قبل أي طرف"، وأكد أنه "خلال الفترة السابقة، عملنا جاهدين على خلق تواصل فعال بين مختلف الأطراف والفعاليات الوطنية، للتعرف على وجهات النظر والآراء حول الشأن الوطني، وذلك التزاماً منا بالبدء في إقامة حوار وطني شامل."