احترام إرادة الشعب والاستجابة لمطالبه المشروعة في العيش بكرامة وطمأنينة، والتعبير عن تطلعاته وإرادته في التغيير، من أهم مطلوبات الحكم الرشيد، وهذا ما غاب عن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي لم يستجب لإرادة شعبه الذي قال كلمته، بل بدد الوقت ولم يقم بحلول جذرية بدلا من سياسة "ذر الرماد في العيون"، أو فرض الطوارئ أو إقالة الحكومة، وليس مقبولا ممارسة العنف ضد الشعب الذي يطالب بالتغيير بوسائل سلمية، وفي مواجهة رصاص السلطة الذي أودى بحياة أبرياء كان من اوجب واجباتها حمايتهم. من حق الشعب اليمني أن يطالب بالتغيير والتداول السلمي للسلطة، وسيادة القانون، وهذه مبادئ من ينكرها يفقد شرعيته، حيث لم يعد هناك متسع من الوقت لإجراء الإصلاحات الاقتصادية والسياسية ورفع المستوى المعيشي، وخاصة لشريحة الشباب، فقد قال الشعب كلمته إنه يريد"التغيير". فما الذي تبقى لتصل تلك الكلمة إلى من هو في سدة الحكم بعد أن انفض بعض قادته ورسله في الخارج استجابة لنبض الشعب.
الوضع في اليمن حرج ودقيق ويتطلب الحكمة لإنهاء الأزمة، وعلى كل الأطراف جيش وشعب حفظ الأمن والاستقرار وحماية الأرواح حتى لا تنزلق البلاد نحو شفير الحرب الأهلية التي يمكن تجنبها بالحوار والاستجابة لمطالب الشعب والاستفادة من الدرس في مصر وتونس.