لا تفتأ أمريكا تحشر أنفها وأرجلها في كل صغيرة وكبيرة تحدث في العالم، فهي تعتبر نفسها المسؤولة عن أمن واستقرار الشعوب بوصفها "عبده فضالات" الذي يتفاضل في كل شيء، ويتفاضل في القاموس الحجري معناها يتدخل في شؤون الغير. لذا لا نستبعد يوماً أن يطالعنا الإعلان التالي في صحيفة "واشنطن بوست": " تعلن الحكومة الأمريكية ومن منطلق العيش والملح الذي كان بينها وبين الزعماء العرب المخلوعين أنها ستوفر لهم حياة رغيدة كتلك التي عاشوها قبل أن تخلعهم شعوبهم حتى لا يصابوا باكتئاب حاد بسبب فقدانهم لكراسيهم التي كانوا يعتبرونها جزءا منهم". وقد وقامت الحكومة الأمريكية ببناء منتجع خاص للزعماء المخلوعين يحتوي على جميع وسائل الراحة التي اعتادوا عليها أثناء فترة حكمهم، فمثلا الزعماء الذين اعتادوا على نهب ثروات الشعوب المغلوبة سيوفر لهم المنتجع غرفة مجهزة تحتوي على مليارات الدولارات (المزيفة طبعا)، وبإمكانهم الأخذ منها كيفما شاءوا وهكذا سيشبعون غريزة حب المال لديهم. كما سيوفر المنتجع غرفة العاب فيديو عملاقة بها لعبة واحدة فقط تسمى "اقمع شعبك " وللفوز بهذه اللعبة سيكون على اللاعب أو الزعيم أن يقتل اكبر عدد من أفراد شعبه، مستخدما كافة الوسائل المتاحة له وهذه اللعبة سوف تتيح للزعماء المخلوعين إخراج شحنات الغضب والحنق المتراكم لديهم تجاه شعوبهم التي خلعتهم. وللزعماء الذين يعشقون الظهور على التلفزيون وإلقاء الخطابات وإطلاق المبادرات لحل الخلافات أي خلافات لا يهم (حتى لو كانت لحل الخلاف بين توم وجيري) سيوفر لهم المنتجع الأمريكي قناة خاصة به شخصياً (حدود بثها لا يتجاوز غرفته) تبث كل ما يقوم به مع توفير طاقم كوافير وماكياج لزوم الطلة البهية، وهذا سيشعرهم بالرضا وأنهم لازالوا مهمين (حتى لو كان في نظر أنفسهم فقط ). وللزعماء المهووسين برؤية صورهم في كل مكان فإن المنتجع وفر غرفة خاصة تحتوي على تماثيل وصور مجسمة عملاقة لكل زعيم (مصنوعة من البالونات ) وبهذا سيرضون غرورهم ونرجسيتهم. وأخيرا تهيب الحكومة الأمريكية الزعماء المخلوعين والذين هم على وشك الخُلع أن يبادروا الى سرعة الحجز بهذا المنتجع كونه الوحيد والفريد من نوعه في العالم علماً بان العدد محدود.