لا ينوي الرئيس الأمريكي باراك أوباما نشر صور لجثة زعيم القاعدة أسامة بن لادن لإثبات مقتل الأخير، وفقاً لما صرح به مسؤول في الإدارة الأمريكية لCNN نقلاً عن البيت الأبيض. وقال المسؤول إن البيت الأبيض أبلغه بأن الرئيس الأمريكي اتخذ قراراً بعدم نشر صور لجثة أسامة بن لادن. وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، الأربعاء، إن ثمة دواع أمنية وراء القرار، وأن عدم نشرها يأتي لتجنب العنف. وكانت شبكة "سي بي أس" CBS التلفزيونية الأمريكية قد ذكرت على صفحتها في موقع للتواصل الاجتماعي "تويتر" إن أوباما صرح بأنه لن ينشر صور جثة بن لادن، وذلك لبرنامج "60 دقيقة". وكانت الإدارة الأمريكية قد دخلت مؤخراً في وضع صعب بشأن إثبات مقتل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، الأمر الذي أدى إلى نقاش مستفيض في البيت الأبيض، حول نشر صور جثة بن لادن والتأثيرات المحتملة لذلك. ويبدو أن قرار أوباما بعدم نشر الصور جاء مخالفاً للآراء التي مالت أكثر نحو نشر تلك الصور، فيما صرح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كولن باول، بأنه ينبغي عدم نشر تلك الصور. وكان أستاذ العلوم الدينية في جامعة نوتردام، عماد الدين شاهين، قد قال إن الإدارة الأمريكية في وضع صعب، فهي: تحتاج لأن تثبت للعالم أن بن لادن مات، كما تحتاج إلى عدم إثارة مشاعر المسلمين مضيفاً أن "من الأفضل أن تثبت مقتل بن لادن من دون إظهار صور مقتله." وكانت العديد من شاشات التلفزيون العالمية قد بثت صورة لابن لادن، بعد إعلان مقتل أسامة بن لادن، يعتقد أنها للرجل بعد وفاته، إلا أنها ما لبثت أن سحبت من البث، بعد أن تم تكذيب الخبر، وتبين أنها لم تكن سوى صورة مفبركة جمعت ما بين "أجزاء" من وجه بن لادن ووجه رجل آخر. وفي الأثناء حذرت السلطات الفيدرالية الأمريكية وخبراء أمنيون متصفحي شبكة الإنترنت من مغبة الضغط على روابط لمواقع تزعم أنها توفر صوراً ولقطات فيديو حول مقتل بن لادن. يشار إلى أن المشككين في العالم العربي شككوا بمقتل نجلي صدام حسين، عدي وقصي، بمعركة بالرصاص في يوليو/تموز عام 2003، ونشرت إدارة بوش صوراً لهما بعد تنظيف جروحهما. على الصعيد ذاته، ذكر مصدر في الكونغرس الأمريكي كان متواجداً أثناء تقديم الموجز السري حول عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، إنه عثر في ملابسه على 500 يورو نقداً بالإضافة إلى رقمين تليفونيين. من ناحية ثانية، قال مصدر في المخابرات الباكستانية إن من بين أفراد عائلة بن لادن الذين تم احتجازهم بعد العملية واحدة من بناته، وقالت إنها كانت موجودة عندما قتل والدها. واشار المصدر إلى أن القوات الأمريكية المهاجمة، وهي من وحدة سيلز البحرية الأمريكية، خلفت وراءها عدداً من الأشخاص، بعضهم من أفراد عائلة بن لادن.، ومنهم ابنته التي يعتقد أنها في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمرها. وقامت المخابرات الباكستانية باستجواب عدد من هؤلاء، ومن بينهم امرأتان أو ثلاثة، واحدة منهن يعتقد أنها زوجة بن لادن وهي يمنية في التاسعة والعشرين من عمرها، بحسب المصدر. وكان الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، قال الثلاثاء للصحفيين إن زوجة بن لادن أصيبت برصاصة في ساقها أثناء الهجوم على مقر بن لادن. وقال كارني إن أسامة بن لادن لم يكن مسلحاً عندما قتل على أيدي القوة الأمريكية المهاجمة، موضحاً أن قرار قتله تم أثناء التنفيذ للعملية. وأوضح أن ثلاثة أشخاص قتلوا في الطابق الأول، بينهم امرأة، ثم انتقلت القوة الخاصة إلى الطوابق العليا، حيث عثر على بن لادن. وقالت المخابرات الباكستانية إن 8 أو 9 أطفال كانوا موجودين في المقر بعد العملية العسكرية. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد ذكرت في بيان لها الثلاثاء أن أفراد عائلة بن لادن موجودين في مكان آمن وبأيدي أمينة، وأن بعض من أصيبوا أثناء العملية يتلقون العلاج فب مرافق طبية باكستانية.