ما أكثر ما يعبر معظم الحكام العرب عن تبرمهم بسبب سوء طالعهم الذي أوصلهم إلى كراسي الحكم دونما رغبة منهم، معتبرين أنهم مرغمون على البقاء حكاماً حرصاً على الشعوب والأوطان. وما تمر مناسبة دينية أو وطنية أو قومية، إلا وذكرونا بأفضالهم علينا وتحملهم من أجلنا مشاق وأعباء الجلوس على تلك الكراسي، وما يكابدونه من عناء ونصب، غير أنهم يستدركون أن كل شيء يهون من أجل عيون الشعب. أما أبناء هؤلاء الحكام، والذين يعايشون معاناة آبائهم، ويشاركونهم تعبهم مع شعوبهم، فإنهم لا يجدون طريقة للتغلب على تلك المعاناة سوى مد أيديهم وهبش ما تيسر من المال العام تسلية للنفس وترفيهاً عنها. آخر هؤلاء كان نجل حاكم ثوري اشترى منزلاً فخماً في هامستيد إحدى أرقى ضواحي العاصمة البريطانية لندن مقابل 16.5 مليون دولار فقط. كان الله في عون المحروس نجل الزعيم، وأعان بقية الحكام وأنجالهم على شعوبهم المتعبة. *رئيس تحرير صحيفة الشارع، والموضوع نشر في الصحيفة بعنوان "زقاق"