شارك آلاف الأردنيين، اليوم السبت، مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في تشييع جثمان والده عبد الرحيم الذي توفي أمس في عمّان. وشهدت المقبرة الإسلامية في ضاحية صويلح ( شمال عمان ) توافد المشيعين في وقت مبكر وسط تواجد أمني كبير . وقدر عدد المشيعين بما يزيد عن 5 ألاف شخص. وتقدم مشعل صفوف المصلين على والده في مسجد الجامعة الأردنية، كما شارك في الصلاة قادة جماعة الإخوان المسلمين وفي مقدمتهم المراقب العام همام سعيد، وقيادات الحركة الإسلامية وأخرى حزبية ونقابية إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس النواب ووجهاء المخيمات الفلسطينية في الأردن. وكان لافتا مشاركة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون في الجنازة. وشوهد برفقة مشعل خلال الجنازة عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس عرف منهم محمد نصر وسامي ناصر وعزت الرشق . وتقبل مشعل التعازي قرب قبر والده بعد موارته في الثرى في قبر أعدته أمانة العاصمة الأردنية التي قامت أيضا بتجهيز خيمة كبيرة في منطقة صويلح لتكون مقرا لتقبل العزاء على مدار 3 أيام. وأكدت مصادر في الحركة الإسلامية ليونايتد برس إنترناشونال أن السلطات الأردنية سمحت لمشعل بالبقاء في الأردن طوال فترة تلقي العزاء على أن يغادر بعدها عائدا إلى دمشق مقر إقامته. وأكدت المصادر أن مشعل لن يقوم بأية نشاطات سياسية كما انه لن يدلي بأية تصريحات إعلامية وذلك التزاما منه بطلب السلطات الأردنية بهذا الخصوص. يشار الى ان مشعل وصل الى عمان في وقت متأخر من مساء الجمعة، بعد ما يزيد عن 10 أعوام قضاها مبعدا عن الأردن في أعقاب قرار السلطات الأردنية عام 1999 إبعاده إلى دولة قطر مع ثلاثة من قياديي حماس ممن يحملون الجنسية الأردنية ورفضت السماح بعودتهم إذا لم يتخلوا عن مواقعهم التنظيمية في حماس. وكان مشعل يعيش في الأردن منذ العام 1990 بعد عودة والده من الكويت على اثر الاجتياح العراقي لها . وتعرض مشعل عام 1997 لمحاولة اغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي في شوارع عمان . وقالت مصادر إن مراسم التشييع تحولت إلى تظاهرة سياسية عفوية تُظهِر مدى الدعم والالتفاف الشعبي والرسمي الداعم لحركة حماس، رغم تأكيد السلطات أن قرارها بالسماح لمشعل بدخول البلاد لدواعي إنسانية، وليس له أية أبعاد سياسية. وفور الإعلان عن زيارة مشعل للأردن، غَصَّت الصحف والمواقع الإلكترونية الأردنية بإعلانات العزاء، فيما تسابقت بعض الأقلام الصحفية للخوض في دلالات زيارة مشعل لبلاده بعد غياب قسري لعشر سنوات مضت. وأعاد المشهد إلى الأذهان تلك الحميمية التي أبداها الأردنيون قبل سنوات عندما حاول الموساد الإسرائيلي اغتيال مشعل، إذ ارتفع منسوب التعاطف مع الحركة في الشارع الأردني الذي يوصف بأنه من أشد مناصري حركة حماس.