نشر موقع «سبأ نت» الحكومي تقريراً صحفياً أكد فيه أن خروج المواطنين إلى ما أسماه بساحات الشرعية ليس ارتزاقاً، أو مقابل أموال يدفعها لهم النظام لتأييده، وإنما خروجهم وتجشم الكثيرين منهم عناء وتكاليف القدوم من محافظات بعيدة، للاحتشاد بميدان السبعين بصنعاء في يوم الجمعة من كل أسبوع، هو بحسب الموقع من قبيل... التطوع!!. بطبيعة الحال، ولكي نكون منصفين وموضوعيين، فإنه لا يمكن النظر بمقياس واحد لكل من يذهب أسبوعياً إلى هذا الميدان، فالذين ما زالوا يؤيدون موقف الرئيس علي عبدالله صالح، لا ينطلقون من الدافع نفسه، بل إن من بينهم فئات مختلفة، ولكل فئة أسبابها و... دوافعها!. صحيح أن من بين هؤلاء مجاميع عسكرية وأمنية، وموظفين يدفعون إلى المكان تحت الضغط، وأشخاصاً يرتبطون بمصالح مع هذا النظام، يخشون ضياعها بضياعه، وآخرين انغمسوا بفساده، ويخافون من المحاسبة بعد سقوطه، وصحيح أيضاً أن هناك من يتلقون الأموال، ويتكسبون من وراء هذه الفرصة... السهلة!!. هذا كله صحيح، لكن في المقابل هناك بالتأكيد مواطنون صالحون وصادقون، لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحسبة، وهم ليسوا مدفوعي الأجر، بل ربما هم يدفعون من أموالهم الخاصة، مقابل ما يرونه في صالح استقرار البلاد، وتجنيبها الانزلاق نحو... المجهول!. لا ننسَ كذلك أولئك الذين ينطلقون في تأييدهم للنظام من عاطفة صادقة تجاه وجه ألفوه رغم إقرارهم بمساوئه التي يعرفونها جيداً، أو من باب التأثر بما تبثه وسائل الإعلام الرسمية من ادعاءات واتهامات بحق خصوم الرئيس، والتي تجعله يقف في خانة الشخص المستضعف، الذي يتربص به الأشرار، ويتحينون الفرصة للانقضاض... عليه!!. طبعاً لا فائدة من الدخول في نقاش مع تلك الفئات الطفيلية، التي تؤيد هذا النظام المتهالك، وهي تعلم طريقته في إدارة شؤون البلاد، وتدرك كيف أنه عمل وما زال يعمل على تبديد ثرواتها، لمصلحة مجموعة من أعوانه وأفراد أسرته، على حساب مصالح السواد الأعظم من أبناء... اليمن!. ما يعنينا هنا هو ذلك الإنسان اليمني البسيط، الذي تدفعه طيبته وصدقه إلى الوقوف في صف هذا النظام الفاشل من حيث لا يدري، وبما يترتب على موقفه هذا من إطالة لأمد الظلم، وإلى استمرار طوق التخلف والفتن والمشاكل التي يتفنن نظام علي صالح في صناعتها، بدلاً من انصرافه إلى تطوير حياة شعبه، وإلى الارتقاء به كشعب حضاري أصيل، لا يستحق كل هذه المعاناة، بل يستحق العيش بكرامة واستقرار وأمن و... أمان!. نقطة أخيرة: لهذا الإنسان اليمني الطيب نوجه السؤال التالي: هل هذا الوضع، وهذه النوعية من الحياة، هي ما ترضاها لنفسك، ولأبنائك من بعدك؟، فقط قف مع نفسك، وفكر، ثم... قرّر!.